للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فكان عند رجليه، وجاء الصبر فكان ناحية القبر، ويَبعثُ الله عنقاً أي طائفة من العذاب، فيأتيه عن يمينه، فتقول الصلاة وراك، والله ما زال دائبَا بالدال المهملة وموحدة آخره أي جاداً عمره كله، وإنما اْستراح الآن، حين وضع في قبره قال: فيأتيه عن يساره فيقول الصيام مثل ذلك، فيأتيه من قِبَل رأسه فيقال مثل ذلك، فلا يأتيه العذاب من ناحية فيلتمسُ، هل يجد إليه مساغاً إلاّ وجد وليَّ الله قد أحرزته الطاعة، فيَخرجُ عنه العذاب عندما يرى ويقول الصبر لسائر الأعمال: أما إنه لم يمنعْني أن أباشرَهُ بنفسي، إلا أني نظرت ما عندكم، فلو عجزتم كنتُ أنا صاحبه، فأما إذ أجزأتُم فأنا ذخر له عند الصراط، وذخر له عند الميزان، قال: ويبَعثُ الله ملكين أبصارُهما كالبرق الخاطف، وأصواتهما كالرعد القاصف، وأنيابهما كالصّياصي، أي: بمهملتين هي: قرون البقر، واحدهما صيصيه وأنفاسهما كاللهب، يَطآن في أشعارهما، بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا، وقد نُزعت منهما الرأفة والرحمة، إلا بالمؤمنين يُقال لهما منكر ونكير، في يد كل واحد منهما مِطرقة، لو اْجتمع عليها الثقلان لم يقلوها فيقولان له: اْجلس، فيستوي جالسًا في قبره فتسقط في حقويه فيقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: ربي الله وحده لا شريك له، والإسلام ديني، ومحمدٌ نَبِيِّ، وهو خاتم النّبيّين، فيقولان له: صدقت فيدفعان القبر، فيوسعانه من بين يديه، ومن خلفه وعن يمينه وعن يساره، ومن قِبل رأسِه ومن قِبَل رجليه، ثم يقولان له انظرُ فوقك فينظرُ، فإذا