للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} (١) خلقًا يُدخلُهمْ الجنَّةَ، وإنِّي مُصْطفٍ (٢) مِنكمْ مَنْ أُحبُّ أنْ أصطفيْهِ ومؤاخٍ بينكمْ كمَا آخَى الله بينَ الملائكة قُمْ يَا أبَا بَكْرَ). فقام، فجَثا بين يديه. فقال: (إنَّ لكَ عندي يدًا، إنَّ الله يجزيكَ بهَا، فلُو كنتُ متَّخِذًا خليلًا (٣) لاتَّخذتُكَ خليلًا، فأنتَ مِنِّي بمنزلةِ قميصِي منْ جَسَدي) وحرك قميصه بيده، ثم قال: (ادنُ يَا عُمَر) فدنا فقال: (قَدْ كنتَ شديدَ الشَّغَب علينَا أبَا حفصٍ فدعوتُ الله أنْ يُعِزَّ الدَّينَ بكَ أوْ بأَبي جَهْلٍ، ففعلَ اللهَ ذلكَ بكَ، وكنتَ أحبَّهمَا إليّ، فأنتَ مَعِي في الجنَّةِ ثَالثُ ثلاثةٍ مِنْ هَذه الأُمَّة)، ثم تنحى وآخا بينه وبين أبي بكر، ثم دعا عثمان فقال: (ادنُ يا عثمان، ادنُ يَا عُثمَان) فلم يزل يدنو منه حتى الصق ركبته بركبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم نظر إليه، ثم نظر إلى السماء فقال: (سُبحَانَ الله العَظيم) - ثلاث مرات -، ثم نظر إلى عثمان فإذا أزراره محلولة، فزررها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) من الآية: (٧٥)، من سورة: الحج.
(٢) في الأصل: (مصطفى).
(٣) أي: صديقا. . . مأخوذ من (الخلة) - بضم الخاء المعجمة -: الصداقة، والمحبة التي تخللت القلب، فصارت خلا له - أي: باطنه -، وهى أعظم الخصائص. انظر: غريب الحديث لأبى عبيد (٢/ ٢٤٧)، والنهاية (باب: الخاء مع اللام) ٢/ ٧٢، والرياض النضرة (١/ ١٢٦ - ١٢٧).
وقال ابن حجر في الفتح (٧/ ١٧): (ونقل بن التين عن بعضهم: أن معنى قوله "ولو كنت متخذًا خليلًا": لو كنت أخص أحدًا بشئ من أمر الدين لخصصت أبا بكر. قال: وفيه دلالة على كذب الشيعة في دعواهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان خص عليًا بأشياء من القرآن، وأمور الدين، لم يخص بها غيره. قلت: والاستدلال بذلك متوقف على صحة التأويل المذكور، وما أبعدها) اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>