للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وزاد ابن عساكر: (قوَّام) في نعت الخليفة ... وابن لهيعة ضعيف مدلس - كما سلف -، ولم يصرح بالتحديث، وحديثه دون قوله فيه: (قوّام) حسن لغيره بالمتابعات. وفي الأشبه عندي أن الحديث عند يحيى بن إسحاق السيلحيني عن ابن لهيعة، ويحيى بن أيوب - جميعًا -، وهذا أولى من تغليط الرواة، وتوهيمهم لغير دليل ظاهر - واللّه أعلم -.

وجاء الحديث عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط عن عبد اللّه بن حوالة عن أبي هريرة، رواه: الحارث بن أبي أسامة في مسنده (١) عن يعقوب بن القاسم عن الوليد عن ليث بن سعد وابن لهيعة، جميعًا عن يزيد بن أبي حبيب به، بنحوه ... قال الوليد: فقلت لليث: من هذا الخليفة؟ قال: (عثمان - رضى اللّه عنه -). والوليد هو: ابن مسلم الدمشقى أبو العباس، يدلس، ويسوي، والإسناد عن شيخيه، ومن فوقهما كله معنعن. وعلمت حال ابن لهيعة - لكنه قد تابعه الليث -.

والحديث من هذا الوجه: حسن لغيره. ولعله عند ابن حوالة من الوجهين جميعًا: عن النبي - صلى اللّه عليه وسلم -، وعن أبي هريرة عن النبي - صلى اللّه عليه وسلم -. وعلى فرض أنه لم يسمعه إلّا من أبي هريرة عن النبي - صلى اللّه عليه وسلم -، وكان يسقط أبا هريرة - أحيانًا - فإن هذا غير مؤثر؛ لأن غاية ما فيه أنه مرسل صحابي، ومراسيل الصحابة حجة باتفاق أهل المعرفة بالحديث (٢). وقد جاء - مرة - عند ابن شبة في تأريخ


(١) كما في: بغية الباحث (٢/ ٧٧٦ - ٧٧٧) ورقمه / ٧٧٩.
(٢) وانظر: تدريب الراوي (١/ ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>