للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا كتاب، لم يسمعه من مقسم بن بجرة. وفيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر برد أبي بكر وكان قد سار ثلاثًا. وتقدم في حديث أنس هنا أن أبا بكر عاد من ذي الحليفة، وفي حديث علي المذكور معه أنه عاد من الجحفة، وبين الموضعين مسافة شاسعة؛ وهذا اضطراب واضح. وألفاظ هذه الأحاديث خالية من قوله: (لا ينبغي لأحد أن يبلغ عني إلَّا رجل من أهلي)، أو ما في معناه، وهذا هو معروف في الحديث.

وحديث أنس المتقدم، وما جاء بنحو لفظه يشعر أن أبا بكر رجع من فوره بعد بعث علي إليه، وفي حديث أبي بكر السابق الأمر برد أبي بكر!

والذي في الروايات المعروفة في الحديث أنهما انطلقا معًا، حتى قضيا المناسك، ثم رجعا إلى المدينة، وكان أبو بكر - رضي الله عنه - هو الأمير.

فإذا عرفت هذا فليس في الحديث ما يدل على أن عليًا - رضى الله عنه - أفضل من أبي بكر - رضى الله عنه -، أو أنه أحق بالخلافة منه كما يزعمه الروافض، بل في الحديث فضيلة عظيمة لأبي بكر - رضي الله عنه -؛ لأنه كان أميرًا على علي، وغيره من أهل الموسم. وسورة براءة فيها خصائص جليلة، وفضائل حسنة لأبي بكر - رضي الله عنه -، في قصة مهاجره مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ودخولهما الغار، وأن الله - تعالى - معهما جميعًا (١).


(١) وانظر: الفصل لابن حزم (٤/ ٢٢٢)، وتفسير ابن كثير (٢/ ٣٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>