للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحديث من الأحاديث التي انتقد الدارقطني مسلمًا إخراجه لها، فقد أورده في التتبع (١)، وقال: (لم يخرجه البخاري) اهـ.

قال الشيخ د. ربيع المدخلي (٢): (لم يبد الدارقطني وجهة نظره في انتقاده لهذا الحديث، اللهم إلا قوله فيه: "ولم يخرجه البخاري" فإنه قد يكون أشار به إلى مغمز في الحديث غير أنه من الواضح أن عدم تخريج البخاري لحديث ما لا يعد قدحًا فيه، كما أن الإمام مسلم لم يلتزم أنه لا يخرج إلا ما رواه: البخاري ... )، ثم أفاد أنه فهم من خلال دراسة إسناد الحديث أن الدارقطني يُعَرِّض بعدي بن ثابت لغلوه في التشيع، وذكر أنه وثقه جماعة منهم الدارقطني نفسه، وأن من رماه بالتشيع لم يذكر فيه ما يقدح في عدالته، ولا في ضبطه، ثم قال: (وإذن فلابد لنا من قبول روايته، وعدم الإلتفات إلى ما يشير إليه الدارقطني) اهـ. وهو كما قال؛ إذ العبرة بالحفظ، والصدق، وجاء الحديث من وجه حسن لغيره من غير طريقه - وتقدمت -، ولحديثه شاهد لا بأس به من حديث أم سلمة - رضي الله عنها -، وسيأتي عقبه.

وأشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى الحديث في منهاج السنة (٣)، قال: (هذا من أفراد مسلم، وهو من رواية عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي. والبخاري أعرض عن هذا الحديث، بخلاف أحاديث الأنصار،


(١) (ص / ٤٢٧).
(٢) بين الإمامين مسلم والدارقطني (ص / ١٨).
(٣) (٤/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>