للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(نشهد لهم بالجنة) اهـ. وقال - مرة (١)، وقد سئل عما شجر بين الصحابة، وبيّن فيه مذهب أهل السنة والجماعة -: (وحينئذ فمن جزم في واحد من هولاء بأن له ذنبًا يدخل به النار قطعًا فهو كاذب مفتر. فإنه لو قال ما لا علم له به لكان مبطلًا، فكيف إذا قال ما دلت الدلائل الكثيرة على نقيضة)؟ اهـ.

ولو تأمل الواحدُ ما ورد في الكتاب، والسنة من الشهادة لهم بالإيمان، والتصديق، والخيرية، والصلاح، والصدق، والنصرة، ورضى الله عنهم، والتوبة عليهم، والمغفرة لهم، ووعدهم سكنى الجنان لرأى أن ذلك حصل لجميع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، المتقدمين منهم والمتأخرين - دون استثناء -، وأنه قد وقع في أزمنة متعددة إلى أن قُبض النبي - صلى الله عليه وسلم - ... ومما ورد في ذلك - على سبيل المثال لا الحصر -:

في أهل بدر قوله - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب: (وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد كفرت لكم) (٢).

وفي غزوة الأحزابِ قوله - تعالى -: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (٢٢) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (٢٣) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (٢٤) وَرَدَّ اللَّهُ


(١) كما في: مجموع الفتاوى (٤/ ٤٣٢).
(٢) انظر: الأحاديث الواردة في فضائل البدريين، وأهل الحديبية، من هذا البحث.

<<  <  ج: ص:  >  >>