للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من فعل به ذلك في الدنيا، فيأخذ بيده ويدخله الجنة.

ويروى أن اللَّه تعالى أوحى إلى موسى : يا موسى إن من عبادي من لو سألني الجنة بحذافيرها لأعطيته، ولو سألني علاقة سوط من الدنيا لم أُعطه (١).

وليس ذلك من هوان له، ولكني أريد أن أدخر له في الآخرة من كرامتي (٢)، وأخرجه من الدنيا كما يجيء الراعي غنمة من مراعي السوء.

ومن حديثه قال: ما من يوم أقر لعيني ولا أحب لنفسي من يوم آتي أهلي، فلا أجد عندهم طعامًا فيقولون: ما نقدر على قليل ولا كثير، وذلك أني سمعت رسول اللَّه يقول: "إن اللَّه تعالى أشد حميَّة للمؤمن من الدنيا من المريض أهله الطعام والشراب.

واللَّه تعالى أشد تعاهدًا للمؤمن بالبلاء من الوالد لولده بالخير" (٣).

وعن ابن عمر مرفوعًا: (٤) "لكل شيء مفتاح ومفتاح الجنة حُب المساكين، والفقراء الصُبُر جلساء اللَّه يوم القيامة".

وورد بإسناد صححه الحاكم: "اللهم أحيني مسكينًا وأمتني مسكينًا واحشرني في


= الشمس يوم القيامة، من الخلق، حتى تكون منهم كمقدار ميل قال سليم بن عامر فواللَّه ما أدري ما يعنى بالميل؟ أمسافة الأرض، أم الميل الذي تكتحل به العين، قال: "فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما".
(١) قال تعالى ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ﴾ [الشورى: ٢٧]. وقال تعالى: ﴿اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾ [الرعد: ٢٦]. وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾ [سبأ: ٣٦]، وقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾ [الزمر:٥٢].
(٢) روى مسلم في صحيحه [٢ - (٢٨٢٤)] كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، عن أبي هريرة، عن النبي قال: "قال اللَّه ﷿ أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" وروي أيضا في رقم [٢٢ - (٢٨٣٧)] عن أبي سعيد وأبي هريرة عن النبي قال: موسى "ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسئموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تثبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا" فذلك قوله ﷿ ﴿وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣)﴾.
(٣) أخرجه أبو نعيم في حليه الأولياء (١/ ٢٧٧) والهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٢٨٥)، والكحال في الأحكام النبوية في الصناعة الطبية (٢/ ٨)، والطبراني في المعجم الكبير (٣/ ١٨٠).
(٤) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٨٢) والزبيدي في إتحاف السادة المتقين (٩/ ٢٨٣) والسيوطي في اللآلي المصنوعة (٢/ ١٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>