للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك؛ (فإنه لما اتسع بالبر والتقوى والإحسان بسطه الله وشرح صدره) (١)، والفجور والبخل يقمع النفس (ويصغرها) (٢) ويهينها بحيث يجد البخيل في نفسه أنه ضيق. وقد بين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك في الحديث الصحيح فقال: «مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما، فجعل المتصدق كلما (تصدق) (٣) بصدقة (اتسعت) (٤) وانبسطت عنه حتى تغشى أنامله وتعفو أثره، وجعل البخيل كلما همّ بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة بمكانها وأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بإصبعه في جيبه فلو رأيتها يوسعها فلا تتسع». أخرجاه (٥)، (وهذا لفظ مسلم) (٦).

وإخفاء المنزل وإظهاره تبعا لذلك، قال الله تعالى: {يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} [النحل: ٥٩]. فهكذا النفس البخيلة الفاجرة قد دسها صاحبها في البدن وبعضها في


(١) زيادة من المطبوع.
(٢) في المطبوع: ويضعها.
(٣) في المطبوع: همّ.
(٤) زيادة من المطبوع.
(٥) رواه البخاري كتاب اللباس باب جيب القميص من عند الصدر وغيره (٥٧٧٩)، ومسلم كتاب الزكاة (١١٢١) من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
(٦) سقط من المطبوع.

<<  <   >  >>