وخادعت المنية عنك سرًا ... فلا جزع الأوان ولا رواعا
تعلبت المنون بكل عم ... لزينب يطعم الأنس الجياعا
(قال أبو الحسن: روى أحمد بن يحيى: فداك جعله فعلًا. وروى: بنفسي من تركت. أبو الحسن: قوله: فلا جزع الأوان يحتمل أمرين أحدهما أن يكون أراد فلا جزع لي فحذف الخبر لأن عليه دليلًا كما يقول لا بأس يريد لا بأس عليك ويبنى لا مع جزع فتجعلهما اسمًا واحدًا كخمسة عشر ولهذه العلة حذف التنوين وهذا جيد في العربية لا ضرورة فيه. وقد يجوز أن يكون أراد فلا أجزع جزعًا ثم حذف الفعل لعلم السامع كقولهم في الدعاء: لا سقيًا ولا رعيًا يريدون لا سقاه الله ولا رعاه وحذف التنوين من جزع لسكونها وسكون اللام التي بعدها لما اضطر تشبيهًا بحروف المد واللين, وإنما كان حق التنوين أن يحرك لالتقاء الساكنين كما قال: