كُنَّا بِبَاب بعض وُلَاة الْمَدِينَة فغرضنا من طول الثواء فَإِذا أَعْرَابِي يَقُولُ يَا معشر الْعَرَب مَا فِيكُم من يأتيني أعلله وَأخْبرهُ عني وَعَن أم جحدر فَجئْت إِلَيْهِ فَقلت من أَنْت قَالَ أَنا الرماح بْن أبرد فَقلت أَخْبرنِي ببدء أمركما؟ فَقَالَ: كَانَت أم جحدر من عشيرتي فأعجبتني وَكَانَت بيني وَبَينهَا خلة ثمَّ أَنِّي عتبت عَلَيْهَا من شَيْء بَلغنِي عَنْهَا فأتيتها فَقلت يَا أم جحدر أَن الْوَصْل عَلَيْك مَرْدُود فَقَالَت مَا قضى اللَّه فَهُوَ خير. فَلَبثت على ذَلِك سنة وَذَهَبت بهم نجعة فصاعدوا وَاشْتقت إِلَيْهِ شوقاً شَدِيدا فَقلت لامْرَأَة أَخ لي وَالله لَئِن دنت دَارنَا من دَار أم جحدر لآتينها ولأطلبن إِلَيْهَا آن ترجع إِلَى وَصلي وَلَئِن ردته لَا نقضته أبدا وَلم يكن يَوْمَانِ حَتَّى رجعُوا فَلَمَّا أَصبَحت غَدَوْت عَلَيْهِم فَإِذا أَنا ببيتين نازلين إِلَى سَنَد أبرق طَوِيل وَإِذا امْرَأَتَانِ جالستان فِي كسَاء وَاحِد بَين الْبَيْتَيْنِ فَسلمت فَردَّتْ إِحْدَاهمَا وَلم ترد الْأُخْرَى فَقَالَت مَا جَاءَ بك يَا رماح إِلَيْنَا مَا كُنَّا حَسبنَا إِلَّا أَنه قد انْقَطع مَا بَيْننَا وَبَيْنك فَقلت إِنِّي جعلت نذرا لَئِن دنت بِأم جحدر دَار لآتينها ولأطلبن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute