للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَصْحَابه وتبديعهم وتعزيرهم, وَمثله ابْن الْقيم فِي اجْتِمَاع الجيوش الإسلامية فَمَاذَا يكون الأشاعرة إِن لم يَكُونُوا أَصْحَاب كَلَام؟.

٢ - عِنْد الشَّافِعِيَّة:

قَالَ الإِمَام أَبُو الْعَبَّاس بن سُرَيج الملقب بالشافعي الثَّانِي وَقد كَانَ معاصرا للأشعري: "لَا نقُول بِتَأْوِيل الْمُعْتَزلَة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة بل نقبلها بِلَا تَأْوِيل, ونؤمن بهَا بِلَا تَمْثِيل" (١).

قَالَ الإِمَام أَبُو الْحسن الكرجى من عُلَمَاء الْقرن الْخَامِس الشَّافِعِيَّة مَا نَصه: "لم يزل الْأَئِمَّة الشَّافِعِيَّة يأنفون ويستنكفون أَن ينسبوا إِلَى الْأَشْعَرِيّ ويتبرَّءون مِمَّا بنى الْأَشْعَرِيّ مذْهبه عَلَيْهِ وَينْهَوْنَ أَصْحَابهم وأحبابهم عَن الحوم حواليه على مَا سَمِعت من عدَّة من الْمَشَايِخ وَالْأَئِمَّة، وَضرب مِثَالا بشيخ الشَّافِعِيَّة فِي عصره الإِمَام أَبُو حَامِد الاسفرائيني الملقب "الشَّافِعِي الثَّالِث" قَائِلا:


(١) توفّي ابْن سُرَيج سنة ٣٠٦, انْظُر تَارِيخ بَغْدَاد ٤/ ٢٩٠, وسير أَعْلَام النبلاء١٤/ ٢٠١, وَالظَّاهِر أَنه توفّي قبل رُجُوع الْأَشْعَرِيّ لمَذْهَب السّلف، والأشعري توفّي ٣٢٤ أَو ٣٣٠ على قَوْلَيْنِ. وَانْظُر عقيدة ابْن سُرَيج فِي اجْتِمَاع الجيوش الإسلامية ٦٢.

<<  <   >  >>