المعجمة الساكنة هو محمد السختياني المروزي والسختيان فارسي معرب ومعناه الجلد توفي سنة أربع وعشرين ومائتين ٠قوله:((معمر)) بفتح الميمين وبالعين المهملة الساكنة وبالراء وهو ابن راشد البصري وقد تقدم أيضا واعلم أن البخاري حدث هذا الحديث عن الشيخين عبد الله وبشر كليهما ع نعبد الله بن المبارك والشيخ الاول ذكر لعبد الله شيخا واحدا وهو يونس والثاني ذكر له شيخين يونس ومعمرا ووجد في بعض النسخ قبل لفظ وحدثنا بشر ح اي حاء مهملة مفردة وعادتهم انه إذا كان للحديث اسنادان أو أكثر كتبوا عند الانتقال من الإسناد إلى الاسناد ذلك أي مسمى حرف الحاء فقيل لأنها مأخوذة من التحويل لتحوله من إسناد إلى آخر وإنه يقول للقارئ إذا انتهى اليها ح مقصورة ويستمر في قراءة ما بعدها وفائدته أن لا يركب الإسناد الثاني مع الأول فيجعلا إسنادا واحدا وقيل أنها من حال بين الشيئين إذا حجز لكونها حالت بين الإسنادين فإنه لا يلفظ عند الانتهاء إليها بشيء وقيل أنها رمز لقوله: الحديث وأهل المغرب يقولون إذا وصلوا إليها الحديث وقد كتب جماعة من الحفاظ موضعها صح فيشعر بأنها لفظ صح لئلا يتوهم أنه سقط من الإسناد الأول قال النووي في شرح صحيح مسلم وهذه الحاء كثيرة في صحيح مسلم قليلة في صحيح البخاري ٠قوله: ((عبيد الله)) بلفظ المصغر هو ابن عبد الله بن عتبة بضم المهملة وسكون الفوقانية وبالموحدة ابن مسعود الهذلي المدني أبو عبد الله أحد فقهاء المدينة السبعة وقد جمعهم الشاعر في بيت كما تقدم
فخذهم عبيد الله عروة قاسم ... سعيد أبو بكر سليمان خارجة
قال الزهري ما جالست أحدا من العلماء إلا ورأيت أني قد أتيت على ما عنده ما خلا عبيد الله فإني لم آته إلا وجدت عنده علما طريفا ومن جملة تلامذته عمر بن عبد العزيز الخليفة وتوفي سنة تسع أو ثمان وخمسين أو أربع وتسعين وروى الحافظ أبو بكر البيهقي بإسناده عن عبد الله بن عتبة والد عبيد الله قال أذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذني وأنا خماسي أو سداسي فأجلسني في حجره ومسح راسي ودعا لي ولذر بتي بالبركة وفي هذه منقبة لعبيد الله رضي الله عنه ٠قوله:((أجود الناس)) هو افعل التفضيل من الجود وهو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي هو اسخى سائر الناس لما كانت نفسه اشرف النفوس ومزاجه اعدل الأمزجة لا بد أن يكون فعله أحسن الأفعال وشكله أملح الأشكال وخلقه أحسن الأخلاق فلا شك يكون أجود فكيف لا وهو مستغن عن الفانيات