للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صحيح عن الشعبي عن ابن عمر قال: ما صليت الضحى منذ أسلمت، إلا أن أطوف بالبيت، أي فأصلي في ذلك الوقت لا على نية صلاة الضحى بل على نية الطواف. وفي الجملة ليس في أحاديث ابن عمر هذه ما يدفع مشروعية صلاة الضحى، لأن نفيه محمول على عدم رؤيته، لا على عدم الوقوع في نفس الأمر، قال عياض وغيره: إنما أنكر ابن عمر ملازمتها، وإظهارها في المساجد، وصلاتها جماعة، لا أنها مخالفة للسنة، ويؤيده ما رواه ابن أبي شيبة عن ابن مسعود أنه رأى قومًا يصلونها، فأنكر عليهم وقال: إن كان ولا بد ففي بيوتكم (١).

وقد جمع الحاكم الأحاديث الواردة في صلاة الضحى في جزء مفرد، وذكر لغالب هذه الأقوال مستندًا، وبلغ عدة رواة الحديث في إثباتها نحو العشرين نفسًا من الصحابة" (٢).

[٢٨ - سرية خالد إلى بني جذيمة]

٦٧٩ - من حديث عبد الله بن عمر قال: "بعث النبي خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فدعاهم إلى الإِسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم، ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره، حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره، حتى قدمنا على النبي ، فذكرناه، فرفع النبي يديه فقال: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد)، مرتين" (٣).

٦٨٠ - ومن حديث ابن عباس : (أن النبي بعث سرية قال: فغنموا، وفيهم رجل فقال لهم: إني لست منهم إني عشقت فلحقتها فدعوني أنظر إليها نظرة، ثم اصنعوا لي ما بدا لكم، فهذا امرأة آدماء طويلة، فقال لها: اسلمي حبيش قبل نفاذ العيش ثم قال:


(١) فتح الباري: ٣/ ٥٢ - ٥٣.
(٢) فتح الباري: ٣/ ٥٥.
(٣) أخرجه البخاري في المغازي باب بعث النبي خالد إلى بني جذيمة حديث رقم: ٤٣٣٩، ٧١٨٩، النسائي في القضاء باب إذا قضى الحاكم بغير حق: ٨/ ٢٣٦، وأحمد في المسند: ٢/ ١٥١، ابن سعد في الطبقات: ٢/ ١٤٧، ١٤٨، والبيهقي في الدلائل: ٥/ ١١٣، ١١٤.

<<  <   >  >>