للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله لا يقدع، يقول لا يرد ولا يكف. يقال قدعه عن ذاك وكفه بمعنى واحد.

ما كانَ يضلَعُ مِنْ أخي عِمّيّةٍ ... إلا عليهِ دُروء سعدٍ أضلَعُ

قوله يضلع أي يميل ويتقي. وعميّة ضلالة والدُّروء شماريخ تنتأ من الجبل، وهذا مثل.

فاعلمْ بأنّ لاِلَ سعدِ عندنا ... عهداً وحَبلَ وثيقَةٍ لا يُقطعُ

يعتادُ مخدَعهُ الفرزدقُ زانياً ... أفَلا يهُدّمُ يا نَوارُ المخدعُ

عرفوا لنا السلفَ القديمَ وشاعراً ... تركَ القصائدَ ليسَ فيها مصنعُ

ورأيتَ نبلكَ يا فرزدقُ قَصرّتْ ... ووجدتَ قوسكَ ليسَ فيها منزَعُ

هذا مثل. أي ليس عندك غناء.

وقال الفرزدق لخالد بن عبد الله ويهجو جريراً:

ألا مَنْ لمُعتادٍ منَ الحُزنِ عائِدِ ... وهَمّ أتى دونَ الشراسيفِ عامِدي

الشراسيف منقطع ضلوع الجنبين. والمعنى في ذلك يقول: هذا الهم الذي أصابني قد دخل هذا

المدخل.

وكم مِن أخٍ لي ساهرِ الليلِ لم يَنمْ ... ومُستثقَلٍ عني منَ النومِ راقِدِ

وما الشمسُ ضوء المشرقينِ إذا انجلتْ ... ولكن ضوء المشرقينِ بخالد

ستعلمُ ما أثنى عليكَ إذا انتهتْ ... إلى حضرموتَ جامحاتُ القصائِدِ

ألم ترَ كفّي خالِدٍ قد أفادتا ... على الناسِ رِزقاً مِن كثيرِ الروافِدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>