خرج عليهم: ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم، وذلك قبل أن يفشو الإسلام في الناس".
زاد حرملة في روايته: قال ابن شهاب: وذُكر لي أن رسول لله - عليه السلام - قال: "وما كان لكم أن تُبْرِزوا رسول الله - عليه السلام - للصلاة، وذلك حين صاح عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -".
وأخرجه النسائي (١): أخبرني عمرو بن عثمان، قال: ثنا ابن حِمْير، قال: ثنا ابن أبي عَبْدة، عن الزهري.
قال: وأخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثني أبي، عن شعيب، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: "أعتم رسول الله - عليه السلام - ليلة بالعتمة، فناداه عمر: نام النساء والصبيان، فخرج رسول الله - عليه السلام - فقال: ما ينتظرها غيركم، ولم يُصَلِّ يومئذ إلا بالمدينة- ثم قال: صلوها فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل" واللفظ لابن حِمْير.
قوله: "أعتم" أي دخل الأول في العتمة، وهي وقت صلاة العشاء، قال الخليل: العتمة هو الثلث الأول من الليل بعد غيبوبة الشفق، وقد عَتَمَ الليل يَعتم، وعَتْمَتُه: ظلامه.
قوله: "غسق الليل" أراد به الشفق، ولهذا جاء في رواية البخاري: "وكانوا يصلون فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول". وكذا في رواية النسائي.
وفيه: دلالة على أن ما بعد ثلث الليل وقت من وقت العشاء.
وفيه حجة لأبي حنيفة في استحباب التأخير.
فإن قيل: هذا لا يدل على أفضلية التأخير لأنه - عليه السلام - أخرها في بعض الأوقات كما في حديث ابن عمر: "مكثنا ذات ليلة" فهذا يدل على أنه لم يكن له عادة، أو يكون لأجل شغل شغله كما في الحديث الآخر: "فلا أدري أشيء شغله في أهله أو غير