روى له الجماعة، قيل: إنه رأى النبي - عليه السلام - وهو يخطب، ولم يثبت، والصحيح أنه هاجر إليه - عليه السلام - ليبايعه فَقُبِضَ وهو في الطريق.
والحديث أخرجه ابن ماجه (١): عن تميم بن المنتصر ... إلى آخره نحوه، وقد ذكرناه عن قريب.
ص: وقد روي عن أنس بن مالك وأبي مسعود - رضي الله عنهما - أن النبي - عليه السلام - كان يعجلها في الشتاء ويؤخرها في الصيف:
حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني يزيد بن في حبيب، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن شهاب، عن عروة بن الزبير، قال: أخبرني بشير بن في مسعود، عن أبي مسعود:"أنه رأى النبي - عليه السلام - يصلي الظهر حين تزيغ الشمس، وربما أخرها في شدة الحرِّ".
حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا المقدمي، قال: ثنا حرمي بن عمارة، قال: ثنا أبو خلدة، قال: ثنا أنس بن مالك، قال:"كان رسول الله - عليه السلام - إذا اشتد البرد بكر بالصلاة، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة".
وحدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا بشر بن ثابت، قال: ثنا أبو خلدة، عن أنس بن مالك قال:"كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان بالشتاء بكَّر بالظهر، وإذا كان بالصيف أبرد بها".
قال أبو جعفر -رحمه الله-: هكذا السنة عندنا في صلاة الظهر على ما ذكر أبو مسعود وأنس - رضي الله عنهما - من صلاة رسول الله - عليه السلام -، وليس فيما قدمنا ذكره في الفصل الأول ما يجب به خلاف شيء من هذا؛ لأن حديث أسامة وعائشة وخباب وأبي برزة - رضي الله عنهم - كلهم عندنا منسوخة بحديث المغيرة الذي رويناه في الفصل الأخير.
وأما حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - في صلاة الظهر حين زالت الشمس وحلفه أن ذلك وقتها، فليس في ذلك الحديث أن ذلك كان منه في الصيف ولا أنه كان منه في