للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه أحمد في "مسنده" (١) نحوه.

الرابع: عن محمد بن حميد أيضًا، عن سعيد بن الحكم المعروف بابن أبي مريم شيخ البخاري، عن يحيى بن أيوب ... إلى آخره.

وأخرجه الطبراني في الكبير (٢): ثنا يحيى بن أيوب العلاف، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب، حدثني محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، أن عباس بن عبيد الله بن عباس حدثه، عن الفضل بن عباس قال: "أتى رسول الله - عليه السلام - عباسًا في بادية لنا، فصلى العصر وبين يديه كليبة لنا أو حمارة لنا فما ينهاها ولا يؤخرها".

وقد طعن ابن حزم في هذا الحديث: أن العباس بن عبيد الله بن العباس لم يدرك عمه الفضل.

قلت: ذكر جماعة من الثقات أنه روى عن عمه الفضل بن عباس فيدل هذا على أنه أدركه.

قوله: "كليبة" تصغير كلبة.

قوله: "فلم تزجرا" على صيغة المجهول أي الكليبة والحمارة وكذا قوله: "ولم تؤخرا" على صيغة المجهول.

قوله: "تعبثان" أي تلعبان، من العبث وهو الإفساد، وفي بعض نسخ أبي داود "تعيثان" من عاث الذئب في الغنم تعوث عيثًا: إذا أفسد، ويجوز أن تكون عثي يعثي عيثا إذا أفسد، من باب عَلِمَ يَعْلَم، ويقال: عَثَا يَعْثو من باب نَصَرَ يُنْصُر، وتكون التثنية تعثيان بتقديم الثاء المثلثة.

ومما يستفاد من هذا الحديث: أنه إذا صلى في الصحراء بلا سترة لا بأس عليه، قال الأبهري: لا خلاف أن السترة مشروعة إذا كان في موضع لا يأمن من


(١) "مسند أحمد" (١/ ٢١١ رقم ١٧٩٧)، (١/ ٢١٢ رقم ١٨١٧).
(٢) "المعجم الكبير" (١٨/ ٢٩٥ رقم ٧٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>