للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك الأشجعي الكوفي، روى له الجماعة البخاري في غير الصحيح.

والحديث أخرجه البيهقي في "سننه" (١): من حديث علي بن عاصم، أنا إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - عليه السلام -: "الأيدي ثلاثة، فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها ويد السائل أسفل إلى يوم القيامة فاسْتَعِفُّوا من السؤال ما استطعتم ومَن أعطاه الله خيرًا فليُرَ عليه، وابدأ بمن تعول، وارتضخ من الفضل، ولا تلام على كفافٍ، ولا تعجز عن نفسك".

ثم قال البيهقي: تابعه إبراهيم بن طهمان، عن الهجري مرفوعًا، ورواه جعفر بن عون، عن الهجري فوقفه.

وأخرج أبو داود (٢): عن أحمد بن حنبل، نا عبيدة بن حميد التيمي، حدثني أبو الزعراء، عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نضلة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأيدي ثلاثة، فيد الله -عز وجل- العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى، فأعطه الفضل ولا تعجز عن نفسك".

قوله: "الأيدي ثلاث" كذا في رواية الطحاوي بدون التاء وهو الأظهر.

قوله: "فيد الله العليا" المراد بها قدرته الباهرة الباسطة، والمراد من يد المعطي هو يد المتصدق، وقد جعل فيه اليد العليا لله تعالى، ثم للمعطي وهي يد المنفق، ويؤيد هذا ما قاله الجمهور من أن اليد العليا هي المنفقة، وكذا وقع في "صحيحي" (٣) البخاري ومسلم: "اليد العليا المنفقة".

وقال الخطابي: اليد العليا هي المتعففة. وقال غيره: اليد العليا: الآخذة، والسفلى: المانعة. حكاه القاضي.


(١) "سنن البيهقي الكبرى" (٤/ ١٩٨ رقم ٧٦٧٤).
(٢) "سنن أبي داود" (٢/ ١٢٣ رقم ١٦٤٩).
(٣) "صحيح البخاري" (٢/ ٥١٩ رقم ١٣٦٢)، و"صحيح مسلم" (٢/ ٧١٧ رقم ١٠٣٣)، كلاهما من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -.

<<  <  ج: ص:  >  >>