للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "وهذا خلاف ما روى مالك بن الحارث عن ابن عمر". لأن في حديثه يخبر أن رسول الله -عليه السلام- صلى المغرب بالمزدلفة بإقامة ليس معها أذان، فبين الروايتين مخالفة.

"وقد أجمعوا" أي: أهل المقالات المذكورة.

"أن الأولى من الصلاتين اللتين تجمعان بعرفة" أراد بها الظهر، يؤذن لها ويقام، فالنظر والقياس على ذلك أن يكون كذلك حكم المغرب في مزدلفة.

ثم ذكر حديث أسامة الذي بينه وبين حديث ابن عمر خلاف أيضًا؛ لكونه شاهدًا لما يذكره من وجه النظر، وتأييدًا لما يختاره من الأقوال.

وأخرجه بإسناد صحيح، ورجاله كلهم رجال الصحيح.

وأخرجه الجماعة غير الترمذي.

فقال البخاري (١): ثنا قتيبة، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن حرملة، عن كريب مولى ابن عباس، عن أسامة بن زيد أنه قال: "ردفت رسول الله -عليه السلام- من عرفات، فلما بلغ رسول الله -عليه السلام- الشعب الأيسر الذي دون المزدلفة أناخ، فبال، ثم جاء فصببت عليه الوَضوء، فتوضأ وضوءًا خفيفًا، فقلت: الصلاة يا رسول الله، فقال: الصلاة أمامك، فركب رسول الله -عليه السلام- حتى أتى المزدلفة فصلى، ثم ردف الفضل رسول الله غداة جمع، قال كريب: فأخبرني عبد الله بن عباس، عن الفضل أن رسول الله -عليه السلام- لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة".

وفي لفظ: "ثم أتى المزدلفة فجمع بين المغرب والعشاء".

وقال مسلم (٢): ثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن موسى بن عقبة، عن كريب ... إلى آخره نحو رواية الطحاوي.


(١) "صحيح البخاري" (٢/ ٦٠٠ رقم ١٥٨٦).
(٢) "صحيح مسلم" (٢/ ٩٣٤ رقم ١٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>