للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ش: هذا طريق آخر وهو أيضًا صحيح، ورجاله رجال الصحيح ما خلا ابن مرزوق.

ومحمد بن كثير العبدي البصري شيخ البخاري وأبي داود، وسفيان هو الثوري، وسلمة بن كهيل الكوفي، والشعبي هو عامر بن شراحيل.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (١): عن الثوري، نحوه.

وأخرجه ابن حبان أيضًا في "صحيحه" (٢) عن أبي خليفة، عن محمد بن كثير، عن الثوري ... إلي آخره نحوه.

فإن قيل: قد قال ابن حزم: هذا مرسل؛ لأن إبراهيم لم يولد إلا بعد موت عمر بسنتين.

قلت: مراسيل النخعي صحيحة إلا حديثين كذا قال ابن معين، وليس هذا الحديث منهما.

وقال صاحب "التمهيد": مراسيل النخعي صحيحة، ثم ذكر بسنده عن الأعمش. قلت للنخعي: "إذا حدثتني حديثًا فأسنده، فقال: إذا قلت: عن عبد الله فاعلم أنه عن غير واحد، وإذا سميت لك أحدًا فهو الذي سميت".

قال أبو عمر: في هذا ما يدل على أن مراسيله أقوى من مسانيده، وقال في موضع آخر: مراسيله عن ابن مسعود وعمر -رضي الله عنه- صحاح كلها، وأما ما أرسل منهما أقوى من الذي أسند. حكاه يحيى القطان وغيره (٣).


(١) "مصنف عبد الرزاق" (٧/ ٢٤ رقم ١٢٠٢٧) وقد تقدم قريبًا.
(٢) "صحيح ابن حبان" (١٠/ ٦٣ رقم ٤٢٥٠) وقد تقدم.
(٣) في هذا نظر؛ لأن قول إبراهيم "فهو عن غير واحد" قد يكونا اثنين وقد تكون فيهما جهالة أو ضعف. وقال البخاري في "القراءة خلف الإِمام" بعد حديث إبراهيم عن عبد الله: "وددت أن الذي يقرأ خلف الإِمام ملئ فمه نتنًا" قال: هذا مرسل لا يحتج به. ونقل العلامة مغلطاي في شرحه لسنن ابن ماجه "الإعلام" (٤/ ق١٠١ - أ) عن الشافعي قال: لم يقبل منه؛ لأنه لم =

<<  <  ج: ص:  >  >>