للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا الحديث ما يدل على شؤم الاختلاف والمراء، والعقوبة عليه، وأن الاختلاف والمراء من الشيطان كما جاء في النسائي (١) "فجاء رجلان معهما الشيطان فأنسيتها".

ص: وقد روي ذلك عن أبي هريرة:

أخبرنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -عليه السلام- قال: "أُريت ليلة القدر، ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها فالتمسوها في العشر الغوابر".

حدثنا أبو أمية، قال: ثنا يحيى بن صالح، قال: ثنا إسحاق بن يحيى، عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة، أن أبا هريرة قال: قال رسول الله -عليه السلام-: "أُريت ليلة القدر، فانسيتها فالتمسوها في العشر الغوابر".

حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسد، قال: ثنا المَسْعُودي، عن عاصم بن كُلَيْب، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -عليه السلام- قال: "التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان".

ففي هذا الحديث أن رسول الله -عليه السلام- نسي الليلة التي كان أُريها أنهما ليلة القدر، وذلك قبل كون تلك الليلة، فأمر بالتماس ليلة القدر فيما بعد من ذلك الشهر في العشر الأواخر، فهذا خلاف ما في حديث عبادة بن الصامت، إلا أنه قد يجوز أن يكون ذلك كان في عامين؛ فرأى رسول الله -عليه السلام- في إحداهما ما ذكره عنه أبو هريرة [قبل] (٢) كون الليلة التي هي ليلة القدر، وذلك لا ينفي أن تكون فيما بعد ذلك العام من الأعوام الجائية فيما قبل ذلك من الشهر، ويكون ما ذكر عبادة على أن رسول الله -عليه السلام- وقف في ذلك العام على ليلة القدر بعينها، ثم خرج ليخبرهم بها،


(١) "السنن الكبرى" (٢/ ٢٧٤ رقم ٣٤٠٥).
(٢) ليست في "الأصل، ك"، والمثبت من "شرح معاني الآثار".

<<  <  ج: ص:  >  >>