للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومسلم في "الإيمان" (١): عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو وحرملة وأحمد بن عيسى، عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد، عن الزهري نحوه.

والنسائي في "الجهاد" (٢): عن يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب ... إلى آخره نحو رواية الطحاوي عن يونس.

قوله: "أُمِرْت" على صيغة المجهول، أي أمرني الله تعالى، وبناه هكذا إما للتعظيم وإما للعلم بالفاعل.

قوله: "عصم مني" أي منع مني ماله ونفسه، كما في قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (٣)، و {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} (٤)، و {يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ} (٤)، وقد فسَّره في حديث آخر بقوله: "حرم ماله ودمه"، قال عياض: واختصاصه ذلك بمن قال: لا إله إلا الله تعبير عن الإجابة إلى الإيمان, وأن المراد بها مشركي العرب وأهل الأوثان ومن لا يقر بالصانع ولا يوحده، وهم كانوا أول من دعي إلى الإِسلام وقوتل عليه، فأما غيرهم ممن يُقرّ بالتوحيد والصانع فلا يُكتفي في عصمة دمه بقوله ذلك؛ إذ كان يقولها في كفره وهي من اعتقاده؛ فلذلك جاء في الحديث الآخر: "وأني رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة".

قوله: "وحسابه على الله" يعني حساب سِرِّه إن أظهر ما يحقن دمه ويعصمه وأبطن خلافه كما فعله المنافقين، فذلك إلى المُطَّلِع على السرائر، وأن حكم النبي -عليه السلام- والأئمة من بعده إنما كان على الظاهر.

ص: حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، أن مالكًا حدثه، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله -عليه السلام- مثله.


(١) "صحيح مسلم" (١/ ٥٢ رقم ٢١).
(٢) "المجتبى" (٦/ ٤ رقم ٣٠٩٠).
(٣) سورة المائدة، آية: [٦٧].
(٤) سورة هود، آية: [٤٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>