أخذت، فنزلت:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ}(٢) فدعاني رسول الله -عليه السلام- وقال: اذهب فخذ سيفك".
وروى معاوية بن صالح، عن أبي طلحة، عن ابن عباس:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ}(١) قال: الأنفال الغنائم التي كانت لرسول - صلى الله عليه وسلم - خاصة ليس لأحد فيها شيء، ثم أنزل الله:{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ. . .}(١) الآية".
وقال ابن جريح: أخبرني بذلك سليمان، عن مجاهد.
وروى عبادة بن الصامت وابن عباس وغيرهما:"أن النبي -عليه السلام- نفل يوم بدر أنفالًا مختلفة، وقال: من أخذ شيئًا فهو له، فاختلفت أصحابه، فقال بعضهم: نحن قاتلنا، وقال بعضهم: نحن حمينا رسول الله -عليه السلام- وكنا ردءًا لكم، قال: فلما اختلفنا وساءت أخلاقنا انتزعه الله من بين أيدينا وجعله إلى رسول الله -عليه السلام- فقسمه عن الخمس، وكان في ذلك تقوى الله وطاعة رسوله -عليه السلام- وصلاح ذات البين، لقوله تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}(١). قال عبادة: قال رسول الله -عليه السلام-: ليرد قوي المسلمين على ضعيفهم".
ويقال: إن الذي ذكر في حديث ابن عباس وعبادة أن النبي -عليه السلام- قال يوم بدر قبل القتال: من أخذ شيئًا فهو له، ومن قتل قتيلاً فله كذا؛ غلط، وإنما قال النبي -عليه السلام- يوم حنين:"من قتل قتيلاً فله سلبه"؛ وذلك لأنه قد روي:"لم تحل الغنائم لقوم سود الرءوس غيركم"، وأن قوله:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ}(٢)، يقال: نزلت بعد حيازة غنائم بدر، فعلمنا أن رواية من روى أن النبي -عليه السلام- نفلهم ما أصابوا قبل القتال غلط إذ كانت إباحتها إنما كانت بعد القتال.
قال أبو بكر الجصاص -رحمه الله-: ومما يدل على غلطه: أنه قال: من أخذ شيئًا فهو