للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: عن عبد الغني بن رفاعة [اللخمي] (١) المعروف بابن أبي عقيل المصري شيخ أبي داود، وابنه أبي بكر بن أبي داود، عن عبد الله بن وهب، عن مالك بن أنس.

قوله: "احفوا" أمر من أحفى شاربه؛ إذا استأصل قطعه.

قوله: "واعفوا اللحى" أي اتركوها حتى تكثر وتطول، قال القاضي: وفي رواية "أوفوا اللحى"، وهو بمعنى اعفوا أيضًا.

وذكر مسلم (٢) في حديث أبي هريرة أيضًا: "أرجوا اللحى" كذا عند أكثر شيوخنا.

ولابن ماهان: أرجوا -بالجيم- قيل: معناه أخروا، وأصله: أرجئوا فَسُهِّلت الهمزة بالحذف، وكأن معناه: اتركوا فيها فعلكم بالشوارب.

وفي البخاري (٣): "وفروا اللحى" قال أبو عبيد في إعفاء اللحى: هو أن توفر وتكثر، ويقال: عفى الشيء إذا كثر وزاد، وأعفيته أنا وعفى إذا درس، وهو من الأضداد ومنه الحديث: "فعلى الدنيا العفاء" (٤) أي الدروس، ويقال: التراب.


(١) في "الأصل، ك": "الجمحي"، وهو تحريف، والمثبت من مصادر ترجمته كما في "تهذيب الكمال" (١٨/ ٢٢٩)، وغيره.
(٢) "صحيح مسلم" (١/ ٢٢٢ رقم ٢٦٠).
(٣) "صحيح البخاري" (٥/ ٢٢٠٩ رقم ٥٥٥٣).
(٤) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٨/ ٣٦١ رقم ٨٨٧٥)، و"مسند الشاميين" (١/ ٢٦٠ رقم ٤٥٠)، والبيهقي في "الشعب" (٧/ ٢٩٤ رقم ١٠٣٦٠)، وأبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٩٨)، وقال: غريب من حديث ثور، لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٤٠)، وقال: وهذا الحديث عن ثور بن زيد لا أعلم يرويه غير أبي بكر الداهري. قلت: وأبو بكر الداهري واه بمرة، ولفظ الحديث: "ابن آدم، عندك ما يكفيك، وأنت تطلب ما يطغيك، ابن آدم، لا بقليل تقنع، ولا بكثير تشبع، ابن آدم، إذا أصبحت معافى في جسدك، آمنا في سربك، عندك قوت يومك، فعلى الدنيا العفاء".

<<  <  ج: ص:  >  >>