للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلام عمر هذا قد رفعه الطبراني في "معجمه" (١): عن أبي حداد الأسلمي، عن النبي -عليه السلام-.

قوله: "اخشوشنوا" من اخشوشن، وهو مبالغة من خشن، يقال: اخشوشن إذا لبس الخشن.

قوله: "اخشوشبوا" من اخشوشب الرجل إذا كان صلبًا خشبا في دينه وملبسه ومطعمه وجميع أحواله، ويروى بالجيم يريد عيشوا عيش العرب الأول، ولا تعودوا أنفسكم الترفه، فيقعد بكم عن الغزو.

قوله: "واخلولقوا" قريب من معنى اخشوشنوا، وكأن المعنى البسوا الثياب الخليقة.

قوله: "وتمعددوا" من قولهم: تمعدد الرجل إذا شبَّ وغلظ، وقيل: أراد تشبهوا بعيش معد بن عدنان، وكانوا أهل غلظ وقشف، أي كونوا مثلهم، ودعوا التنعم وزي العجم، وهذا هو الصواب؛ بدليل قوله: "كأبيكم معد"، أرد به معد بن عدنان فإنه أصل العرب وجدهم الأعلى.

ص: وقد روي في إباحة الشرب قائمًا عن جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما حدثنا روح بن الفرج، قال: ثنا يوسف بن عدي، قال: ثنا أبو الأحوص، عن عبد الأعلى، عن بشر بن غالب، قال: "دخلت على الحسين بن علي - رضي الله عنهما - داره، فقام إلى نجيبة له، فمسح ضرعها حتى إذا دعا دَرَّت بإناء، فحلب ثم شرب وهو قائم، ثم قال: يا بشر، إني إنما فعلت ذلك لتعلم أنا [نحن] (٢) نشرب ونحن قيام. حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا مالك، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، قال: "رأيت أبي يشرب وهو قائم".


(١) "المعجم الكبير" (١٩/ ٤٠ رقم ٨٤).
(٢) كذا في "الأصل، ك"، وليست في "شرح معاني الآثار".

<<  <  ج: ص:  >  >>