للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

Henri Bint عميل الپوليس السياسي الروسي المحنك في پاريس لمدة سبعة وثلاثين عامًا هي التي أفصحت عن هذا الأمر؛ فيذكر ميخائيل ليپيخين وهداسا بن-إيتو أن هنري بينت استقبل في پاريس عام ١٩١٧م سرچي سفاتيكوف Serge Svatikov، مبعوث الحكومة الروسية الجديدة برئاسة ألكسندر كيرينسكي Alexander Kerensky (١٨٨١ - ١٩٧٠ م)، المكلف بفضَّ مكاتب الپوليس السياسي الروسي (أوخرانا) خارج القيصرية - وذلك بعد تنازل نيكولا الثاني Nicholas II (١٨٦٨ - ١٩١٨ م) عن العرش في عام ١٩١٧م -، فخلال هذه المقابلة بيَّن بينت لسفاتيكوف حقيقة الأمر، وهي أن صانع الپروتوكولات هو عميل محترف يدعى ماتفي/ماتيو جولوفينسكي Matvei/Mathieu Golovinski (١٨٦٥ - ١٩٢٠ م)، وأن بينت نفسه كان هو المكلف بمجازاته ماديًا.

كان ممن أكدوا دور جولوفينسكي في هذه المؤامرة كذلك هو - كما تذكر بن-إيتو - فلاديمير بورتسيف Vladimir Burtsev (١٨٦٢ - ١٩٤٢ م) مؤسس جريدة (الماضي / Byloe) التاريخية الروسية، وأحد المهاجرين الروس إلى پاريس، حيث هناك أصدر كتابه (پروتوكولات حكماء صهيون، تزوير مؤكد) (١)، وذلك عام ١٩٣٨م.

يذكر إريك كونان أن هذا الأمر قد تأكد ثبوته بعد الإفصاح عنه (رسميًا) [رغم أن الخبر قد تسرب قبل ذلك بزمن] بعد انهيار الشيوعية والإفراج عن أرشيفاتها السرية، وذلك عام ١٩٩٢م؛ فنظرًا لانخراط المزوِّر جولوفينسكي في صفوف البلاشفة منذ عام ١٩١٧م حتى وفاته عام ١٩٢٠م، تستر عليه السوفييت، ولم يرغبوا في الإفصاح عن أمره الذي لا يزال يحير الكثير حتى يومنا هذا، خاصة وأن بحث ميخائيل ليپيخين الذي أفصح عنه في أغسطس عام ١٩٩٩م لفيكتور لوپان Victor Loupan الصحافي بجريدة (لوفيجارو Le Figaro) - وذلك بعد خمس سنوات من البحث - لم يُثر حماسة الصحف الفرنسية الكبرى.

وماتيو جولوفينسكي - كما يذكر ليپيخين - هو صحافي روسي-فرنسي ينحدر من


(١) انظر، موسوعة ويكيپيديا، مادة: Vladimir Burtsev.

<<  <   >  >>