للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يدل على الإِعلام والإِظهار. ومنه: أشراط الساعة، والشرط اللغوي، والشرعي. ومنه قول أوس بن حَجَر -بفتح الحاء والجيم-.

فأشرط فيها نفسه وهو معصم ... وألقى بأسباب له وتوكلا

أي: اعلمها وأظهرها، وإذا كان كذلك حمل "اشترطي" على معنى: أظهري حكم الولاء وبينيه واعلمي أنه لمن أعتق، على عكس ما أورده السائل وفهم من الحديث.

ويؤيد هذا ما نقله الطحاوي عن الشافعي أنه روى هذه اللفظة عن مالك عن هشام بن عروة بإسناده ولفظه وقال فيها: "واشرطي لهم الولاء" بغير تاء.


= والذي في "مختصر المزني" و"الأم" وغيرهما عن الشافعي كرواية الجمهور "واشترطي" بصيغة أمر المؤنث من الشرط. اهـ.
قال الصنعاني -رحمنا الله وإياه- في الحاشية (٤/ ٩٦) والشارح المحقق أجرى هذا الاحتمال في الرواية الثانية هنا, ولا يقال لا بد من حمل اللفظة في البيت على اشترط لأنا نقول: قد أشار بقوله "إن لفظة الاشتراط والشرط وما تصرف منها يدل على الإِعلام" واعلم أنه سكت عليه الشارح كالمرتضى له، وكذلك سكت عليه الحافظ ابن حجر.
ثم قال: قلت: ويخفى أن قيامه - صلى الله عليه وسلم - خطيباً وقوله: "ما بال قوم يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله" يشعر بأن الشرط في كلام عائشة كالشرط في كلامهم، وإلَاّ لكان إعلام عائشة لهم بحكم الله تعالى في الولاء كافياً إلَاّ أن يقال إنه - صلى الله عليه وسلم - أكد إعلامهم بحكم الله، ولكن التأسيس خير من التأكيد، وكذلك "اللام" تأتي بمعنى "عليهم"، إلَاّ أنه عندي أقرب الوجوه، على ما فيه. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>