قَالَ:
٦٢ - وَأَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ وَلَدٍ لِابْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، إِلَى عُمَرَ، فَقَالَتِ: اكْسُنِي، فَقَالَ: مَنْ سَيِّدُكِ، لَا يَكْسُوكِ؟ قَالَتْ: أَبُو عِيسَى. قَالَ: أَبُو عِيسَى؟ قَالَ أَسْلَمَ: فَقِيلَ لِي: اذْهَبْ وادْعُهُ وَلَا تُخْبِرْهُ لِمَ تَدْعُوهُ. وَقَدْ كَانَ يَقُولُ لَنَا: إِذَا أَرْسَلْتُكُمْ إِلَى أَحَدٍ تَدْعُونَهُ فَلَا تُخْبِرُوهُ لِمَ أَدْعُوهُ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُعَلِّمُهُ كِذْبَةً فَيَأْتِينِي بِهَا. فَجِئْتُهُ فَدَعَوْتُهُ، فَقَالَ: لِمَ تَدْعُونِي؟ قَالَ: فَلَا أَدْرِي. قَالَ: فَأَقْبَلَ مَعِيَ وَجَعَلَ يَسْأَلُنِي، وَأَنَا أُخْبِرُهُ حَتَّى جِئْنَا الْبَابَ، وَقَدْ وَجَدْتُ لَهُ دَجَاجًا عَظِيمًا، قَالَ: وَأَعْطَانِي مِنْهُنَّ دَجَاجَةً عَلَى أَنْ أُخْبِرَهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: وَدَخَلْتُ ودَخَلَ فِي أَثَرِي، قَالَ: أَخْبَرَكَ لِمَ أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَدَعَانِي فَجَمَعَ يَدَيَّ فِي يَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ جَعَلَ يَضْرِبُنِي بِالدِّرَّةِ وَجَعَلْتُ أَنْزَوِي، قَالَ أَسْلَمُ: وَيَقُولُ إِنَّهُ لَحَدِيدٌ. قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَنِي، وَقَالَ: " وَاللَّهِ إِنَّكُمْ تَحْمِلُونِي عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَأَنَا كَارِهٌ، ثُمَّ قَامَ إِلَى ابْنِهِ فَلَوْ أَرَادَهُ فِي عُنُقِهِ، ثُمَّ جَعَلَ يَضْرِبُهُ بِالدِّرَّةِ حَتَّى فَتَرَ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا أَسْمَاءُ الْعَرَبِ لَا أُمَّ لَكَ؟ عَامِرٌ، وَعُوَيْمِرٌ، وَمَالِكٌ، وَصِرْمٌ، وَمُوَيْلِكٌ، وسَرَرَةُ، هُوَ مُرَّةُ، ثُمَّ جَعَلَ يَضْرِبُهُ وَيَقُولُ لَهُ ذَلِكَ: هَلْ تَدْرِي مَا أَسْمَاءُ الْعَرَبِ؟، ثُمَّ يُرَدِّدُ عَلَيْهِ ذَلِكَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: دَعْ عَنْكَ عِيسَى، فَإِنَّا وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ لِعِيسَى أَبًا "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute