للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ: وَحضر سِيبَوَيْهٍ، فَأقبل عَلَيْهِ الْأَحْمَر، فَسَأَلَهُ عَن مَسْأَلَة، فَأجَاب فِيهَا سِيبَوَيْهٍ.

فَأقبل عَلَيْهِ الْأَحْمَر، فَقَالَ: أَخْطَأت.

ثمَّ سَأَلَهُ عَن ثَانِيَة، فَأجَاب فِيهَا.

فَقَالَ الْأَحْمَر: أَخْطَأت.

ثمَّ سَأَلَهُ عَن ثَالِثَة، فَأَجَابَهُ فِيهَا.

فَقَالَ لَهُ: أَخْطَأت.

فَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا سوء أدب.

قَالَ الْفراء: فَأَقْبَلت عَلَيْهِ، فَقلت: إِن ي هَذَا الرجل حدَّة وعجلة، وَلَكِن مَا تَقول فِيمَن قَالَ: هَؤُلَاءِ أبون. ومررت بأبين، كَيفَ تَقول على مِثَال ذَلِك من وأيت وأويت.

فقدَّر، فَأَخْطَأَ.

فَقلت: أعد النّظر.

فقدَّر، فَأَخْطَأَ.

فَقلت: أعد النّظر. ثَلَاث مَرَّات، وَلَا يُصِيب.

فَلَمَّا كثر ذَلِك عَلَيْهِ، قَالَ: لست أُكلمكما حَتَّى يحضر صاحبكما، حَتَّى أُناظره.

فَحَضَرَ الْكسَائي، فَأقبل على سِيبَوَيْهٍ، فَقَالَ: تَسْأَلنِي أَو أَسأَلك؟

<<  <   >  >>