للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقالوا: إن السؤال يومئذ للكفار، وقيل: بل هو للبشر كافة: المؤمنون منهم والكفار "النيسابورى وأبو حيان" وسكت الزمخشري فلم يتعرض هنا لتحديد المسئول، لكنه - في تفسير النعيم - اعتبر أن السؤال للإنسان، على الإطلاق.

لكن كيف يمكن إدخال المؤمنين مع الكفار في سؤال واحد؟

الجواب عند المفسرين حاضر: "فالمؤمن يسأل إكرام وتشريف، والكافر يسأل سؤال توبيخ وتقريع" - البحر المحيط.

هكذا يجتمع الإكرام والتشريف، والتوبيخ والتقريع، بلفظ واحد وفي جو واحد وسياق واحد!

وتوجيههم للآية بجعل السؤال فيها للإنسان بعامة: الكافر والمؤمن، يعزل الآية عن الجو العام الحافل بالوعيد والنذير، ويتناولها مقتطعة من السياق في صريح دلالته على أن السؤال هنا نذير، والخطاب فيه لمن ألهاهم التكاثر.

وللمفسرين في: أين يكون هذا السؤال عن النعيم؟ أقوال:

منها: أن السؤال في موقف الحساب. فلما رد عليهم بأن هذا ليس السياق: "لأنه تعالى أخبر أن هذا السؤال متأخر عن رؤية جهنم، وموقف الحساب متقدم على مشاهدتها" أجاب الرازي:

"المراد: ثم أخبركم أنكم تسألون يوم القيامة.... وهو كقوله: {فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ..... ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} والإيمان متقدم على كل شيء".

ومنها: أن السؤال يكون إذا دخلوا النار. واستأنسوا بآية الملك: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} .

وآية التكاثر فيما ترى تحدد وقت السؤال بيومئذ، أي يوم ترونها اليقين، وهذا التحديد الصريح يعفينا من الوقوف عندما اختلفوا فيه.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>