للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمادة جاءت في القرآن مرتين: آية الضحى، وآية الشعراء ١٦٨:

"قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (١٦٧) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ} .

ودلالتها على البغض والكراهية الشديدة والنفور واضحة.

وبشدة البغض، فسرها "الراغب" في (المفردات) في الموضعين.

* * *

ووقفوا طويلاً عند حذف ضمير الخطاب: في قلىَ، فقال الزمخشري: إنه اختصار لفظي، لظهور المحذوف، ونظر له بقوله تعالى:

{وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ}

وهو قريب من قول الطبري في تعليل الحذف: "إنه إكتفاء بفهم السامع لمعناه، إذ كان قد تقدم ذلك قوله: ما ودعك، فعرف بذلك أن المخاطب به نبي الله - صلى الله عليه وسلم -} .

كذلك ذهب "أبو حيان" إلى أن الحذف للإختصار.

لكن النيسابوري أضاف سبباً آخر، وهو رعاية الفاصلة: والضحى سجى..... وقال مثل ذلك في الآيات بعدها: فآوى. فهدى...... فأغنى.

وعد "الرازي" في حذف الكاف ثلاثة وجوه:

* الاكتفاء بالكاف الأولى في "ودعك".

* أن اتفاق الفواصل، أوجب حذف الكاف.

* فائدة الإطلاق، أي أنه ما قلاك ولا أحداً من أصحابك، ولا أحداً ممن أحبك إلى يوم القيامة.

وفي الإطلاق، على ما بينه الرازي، توسع لا يعطيه صريح السياق خطاباً للمصطفى - صلى الله عليه وسلم - بعد فتور الوحي.

<<  <  ج: ص:  >  >>