للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنما تمن الفواضل لا الأجور على الأعمال".

أنكره "أبو حيان" ورأى فيه "دسيسة اعتزال".

وكذلك أنكره "ابن المنير الإسكندري"، فقال في (الانتصاف) :

"..... ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يرضى من الزمخشري بتفسير الآية هكذا، وهو - صلى الله عليه وسلم - بقول: لا يدخل أحد منكم الجنة بعمله. قيل: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، حتى أن يتغمدني الله بفضل منه ورحمة.... لقد بلغ الزمخشري سوء الأدب إلى حد يوجب الحد، وحاصل قوله أن الله لا منة له على أحد ولا فضل في دخول الجنة لأنه قام بواجب عليه. نعوذ بالله من الجراءة عليه".

ونحتكم إلى القرآن الكريم، فيهدينا تدبر ما نقلنا من ىيات المن، إلى أن الله تعالى أن يمن على عباده تفضلاً وتذكيراُ بنعمه، وإنما يكره المن من البشر، حين يكون على وجه التعالي والمحاسبة. ولآية القلم نظائر في آيات:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} (فصلت ٨)

(ومعها آيتا: التين ٦، والانشقاق ٢٥) .

وبها نستأنس في فهم آية القلم، فنطمئن إلى تفسيره بأنه أجر غير معدود ولا مشوب بما ينغضه. وليس على الوجه الذي ذهب إليه "الزمخشري". فالله سبحانه وتعالى يمن على نبيه المصطفى وعلى عباده، تفضلاً وإنعاماً.

وتنكير "أجر" يفيد الإطلاق، والتعميم غير المقيد بتعريف يخصصه.

* * *

وفي تفسير آية: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} .

نقل "الإمام الطبري" قول من فهموها بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها، أنها سئلت عن خلق الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقالت: كان خلقه القرآن.

وقد يرد عليه أن الآية مكية مبكرة من أوائل الوحي، ولم يكن قد نزل من القرآن الكريم ما تعرف به القيم الخلقية القرآنية.....

<<  <  ج: ص:  >  >>