للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قبلها، أوضح من أن نتكلف لها الأسباب والوجوه على نحو ما فعل بعض المفسرين كالرازي الذي ذكر فيها وجوهاً ثلاثة:

أحدها: أن إنقطاع الوحي لا يجوز أن يكون لعزل عن النبوة، بل أقصى ما في هذا الباب أنه أمارة الموت، والموت خير لك لما أعد لك عند الله في الآخرة.

والثاني: انه لما نزل قوله: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} ، حصل له تشريف عظيم، فكأنه أستعظم هذا التشريف، فقيل له إن ما لك عند الله في الآخرة خير وأعظم.

والثالث: وقد صدره الرازي بقوله: وهو ما يخطر ببالي - وللأحوال الآتية خير لك من الماضية.

ثم عقب على هذا، بذكر طرق يعرف بها أن الآخرة خير له من الأولى، وهي:

* لأنك في الدنيا تفعل ما نريد، ولكن الآخرة خير لك لأنا نفعل ما تريد.

* وأن الآخرة خير لك، إذ تجتمع عندك أمتك.

* وهي خير لك لأنك أشتريتها، أما هذه الدنيا فليست لك.

* وفي الأولى يطعن الكفار فيك، أما في الآخرة فأجعل أمتك شهداء على الأمم، وأجعلك شهيداُ على الأنبياء، ثم أجعل ذاتي شهيداً عليك.

* إن خيرات الدنيا قليلة مشوبة منقطعة، ولذات الآخرة كثيرة خالصة لك.

وفسر "الشيخ محمد عبده" الآخرة والأولى بالبداية والنهاية، قال: "ولنهاية أمرك خير لك من بدايته" ثم زاد إيضاحاً: "إن كرة الوحي ثانياً، ستكمل الدين وتتم بها نعمة الله على أهله، وأين بداية الوحي من نهايته؟ " فكأنه يريد أن يحدد الآخرة، بنهاية الوحي.

<<  <  ج: ص:  >  >>