وجاء التردى، بصيغة اسم الفاعل "المتردية" في آية (المائدة ٥) وفعلاً ماضياً في آية الليل.
وهذا هو كل ما في القرآن من المادة.
وبه نستأنس في فهم قوله تعالى:{وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} بأنه التردى في مهواة الهلاك.
وقول الطبري:"إنه التردى في جهنم لأن ذلك هو المعروف من التردى" أقرب إلى المعنى والسياق من قول قوم، فيما نقل أبو حيان "بأنه التردى بالأكفان" أخذوه من الرداء، ونظروا له بقول "مالك بن الريب":
وخطا بأطراف الأسنة مضجعى ورداً على عينى فضل ردائيا
وقول الآخر:
نصيبك مما تجمع الدهر كله رداءان تلوى فيهما وحنوط
وهذا التأويل بعيد من سياق النذير في آية الليل، لأن التردى برداء الكفن لا يختص به كافر دون مؤمن.