لا يزيد. والقدر والتقدير قياس الشيء على قدره، مادياً ومعنوياً. ومنه في القرآن الكريم آيات:
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (الأنعام ٩١ والزمر ٨٧ والحج ٧٤)
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (١٠) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} (سبأ ١١)
ومنه جاء القدر في القضاء والحكم، والقدرة في الطاقة المكافئة لاحتمال العبء، والتقدير إحكام وزن الأمور وضبط مقاييسها.
و"القدير، والقادر" من أسماء الله الحسنى، وهو تعالى: {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} . {وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} ، {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} ، {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} .
ومن ملحظ القدرة واإحكام جاء القدر بمعنى المكانة الجليلة السامية. ومنه "ليلة القدر".
وبملحظ من عدم التجاوز في التقدير، جاء القدر مقابل البسط والتوسع، ومنه في القرآن الكريم:
{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} .
{اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}
(في آيات: سبأ ٣٦، ٣٩، الرعد ٢٦، الإسراء ٣٠، الوم ٣٧، الزمر ٥٢، الشورة ١٢) .
والقدر فيها مقابل للبسط.
وجاء مقابلاً للسعة في النفقة بآية الطلاق ٧:
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}
وبهذا المعنى نفهم آية الفجر:
{وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ}
بمعنى أعطاه بقدر على غير بسط وسعة.
والإنسان في الآية، لعموم الإنسان على الإطلاق، وإن خصه بعض المفسرين