ولا يتختلف الملحظ في آية المحارم {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ} وإنما يحل الجمع حين تفترق الدماء وتختلف الأرحام والأصلاب.
فملحظ الحشد مع الإختلاط، هو ما يعطيه هذا الاستقراء عن قرب، وبه نفهم آية الهمزة في جمع مال مختلط، والتلهي بتعديده احصاءً وتكاثراً وأثرة، ومعها آية المعارج:
وإذن فهي فتنة المال ووثنيته، وما تدفع إليه من أثرة وتجبر وخيلاء. وإزدراء للناس وتحقيرهم والغض من شأنهم خفية وعلانية، من وراء ظهورهم وفي وجوههم، من حيث لا يعلمون أو يعلمون.
* * *
{يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ}
والعربية تستعمل الحساب والمحاسبة حسياً في العد والإحصاء {وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} .
كما تستعمله معنوياً في التقدير والتدبير، وفي المسئولية والمؤاخذة، والحسيب الرقيب المحاسب.
ومنه نقل إلى المصطلح الديني في محاسبة الإنسان على عمله "يوم احساب" وأكثر ما يجئ الفعل الرباعي، بهذه الدلالة، مسناً إلى الله تعالى.
أما الثلاثي، فالعربية تفرق في مضارعه بين المادي والمعنوي: فيغلب كسر السين للحساب بمعنى العد، وفتحها في معنى التقدير أو التدبير.
وخص الحسب بما يعد من مفاخر الآباء.
وفي القرآن الكريم: جاء الفعل الثلاثي ثلاث مرة، يؤذن سياقها أنها بمعنى التقدير عن ظن وتصور، كالذي في آيات: