وجاءت باسم سورة "أرأيت" في جامع البيان للطبري والكشاف للزمخشري والتفسير الكبير للفخر الرازي.
* * *
وقراءة الجمهور: أرأيتَ.
وقرأ بعضهم "أريتَ" بحذف الهمزة من رأى، قال في الكشاف:"وليس بالاختيار، لأن حذفها مختص بالمضارع، ولم يصح عن العرب ريْتَ، ولكن الذي سهل من أمرها وقوع حرف الاستفهلم في أول الكلام، ونحوه:
صاح هل ريت أو سمعت براع رد في الضرع ما قرى في العلاب
وقالوا في أسباب النزول، إنها نزلت في: أبي سفيان، أو العاص بن وائل السهمي، أو الوليد بن المغيرة، أو أبي جهل، وقال ابن عباس: "نزلت في منافق جمع بين البخل والمراءاة".
والعبرة على كل حال بعموم اللفظ.
* * *
وتستهل السورة بهذا الاستفهام المثير" {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} ؟
والأصل في الاستفهام أن يكون من سائل يطلب الفهم ويستفسر عما يجهل، أما حين يكون المستفهم على علم بما يستفهم عنه، فإن الاستفهام يخرج بذلك عن أصل معناه في الوضع اللغوي، إلى المجاز البلاغي.
وفيما أحصى البلاغيون من أغراض يخرج بها الاستفهام عن معناه الأصلي، لا أجد ما يجلو السر البياني لمثل هذا الاستفهام القرآني:{أَرَأَيْتَ} ؟
وعند "الراغب" أن "أرأيت، يجرى مجرى: أخبرني" وأن كل ما في القرآن من