والإنقاض في الاستعمال اللغوي والقرآني - كليهما - هو الحل والانتثار، والتمزق تحت ضغط ثقيل معاناة.
ذكر فيه أبو حيان قوله أهل اللغة: {أنقض الحمل ظهر الناقة إذا سمعت له صريراً من شدة الحمل. وسمعت نقيض المرجل أي صريره".
ومثله في تفسير: النيسابورى" للآية.
وقول الشيخ محمد عبده: {نقيض الظهر، الصوت الذي يحدث فيه لثقل الحما" قريب من قول الزمخشري: "هو صوت الانتقاض والانفكاك لثقله".
ورفض "الراغب" أن يكون الانتقاض هو الصوت، قال: "وحقيقة الانتقاض ليس الصوت، إنما هو الذي يحدث منه الصوت" يعني تحت الضغط والمعاناة.
ونؤثر أن يكون الإنقاض من الإثقال الذي يحل الظهر، كي نستبقى للكلمة دلالة الحل التي لا تنفك عن استعمال القرآن لها، مادياً في آية النحل ٩٢ {كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا} ومعنوياً في تقض العهد: (البقرة ٢٧، الأنفال ٥٦) ، أو الميثاق:(الرعد ٢٠، ٢٥ والنساء ١٥٠، المائدة ١٣) أو الإيمان (النحل ٩١) .
ويبقى تحديد هذا العبء الباهظ الذي يحل الظهر فمن الله على رسوله عليه الصلاة والسلام، بأن وضعه عنه. وقد ذهب المفسرون في تأويله مذاهب شتى، كقوله الراغب: "هو ما كنت فيه من إصر الجاهلية، وأعفيت منه بما خصصت به، عن تعاطي ما كان عليه قومك" وقال أبو حيان: "كناية عن عصمته من الذنوب وتطهيره من الأدناس، عبر عن ذلك بالحط على سبيل المبالغة في اتفاء ذلك" وفي الطبري: "ووضعنا عنك وزرك، أي وغفرنا لك ما سلف من ذنوبك، وحططنا عنك ثقل أيام الجاهلية التي كنت فيها، وحللنا عنك وقرك الذي أثقل ظهرك فأوهنه".