وكثيراً ما يأتي اليسر في القرآن نقيضاً للعسر كما في آيات (الطلاق ٧، البقرة ١٨٥، ٢٨٠، المدثر ٩، الليل ٧، ١٠) و "الراغب" فسر كلاً اللفظين بأن أحدهما نقيض الآخر، واللغويون أيضاً فسروا العسر بنقيض اليسر، والمعاسرة ضد المياسرة، والمعسور ضد الميسور، والعسرى نقيض اليسرى. كما أطلقت العربية اليسر على الغنى، فقالوا أيسر الرجل إذا أستغنى، كما قالوا تيسر الأمر إذا سها وتهيأ على راحة وبلا معاناة. ومن هذا المعنى قوله تعالى:{فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} .
{فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} .
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} .
{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ} .
وهذا القدر يكفينا في فهم ما يوحي به لفظ العسر عن ضنك وضيق وعنت، وإدراك الوقع القوي العميق لكلمة "يسر" في هذا المقام، بما تحمل هذه الكلمة من معاني الإرتياح والسهولة والفرج، على الإطلاق.
* * *
{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}
الفراغ في اللغة هو الخلو بعد امتلاء. يكون مادياً حسياً مثل: فرغ الإناء أي خلا بعد إمتلاء، ويكون معنوياً مثل: فرغ البال أي خلا مما كان يشغله، ومنه الآيات: