الأفعال فيها، وإذا كان الإيحاء إليها أحتمل أن يكون وحي إلهام، وأحتمل أن يكون برسول من الملائكة".
أما "إبن هشام" النحوي فجاء بالآية شاهداً على أن اللام تأتي موافقة لإلى، كما تأتي موافقة لـ: على، وفي، وعند، وبعد، وعن، ومع، بشواهد على هذا كله من فصيح العربية.
ونرجئ النظر فيما قالوا لنتدبر صنيع الفرآن، فيما استقرأنا من مواضع استعماله للفعل، فنرى أن الوحى به يتعدى إليه الفعل بنفسه.
أما الموحي إليه، فيتعدى الفعل إليه بحرف إلى، إذا كان من الأحياء، باستقراء الآيات السبع والستين التي جاء الوحي فيها بإلى، ومنها آية النحل ٦٨:
أما الجماد فلا يتعدى الوحي إليه بحرف إلى، بل بحرف في:
{وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} .
أو باللام، في آية الزلزلة:{أَوْحَى لَهَا} :
ويلتمس تعيين دلالة الحرف، بالسياقين:
ففي السماء {أَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} أي بث فيها، ما به نظامها، فعدى الفعل بـ (في) الظرفية التي تدل على التمكين {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} .
وفي الأرض، عدى الفعل باللام. وقد قال إبن هشام في المعنى: "إن اللام تقوم مقام إلى" واستشهد بآية الزلزلة.