للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصيام كما كان يكثر من الإفطار "كان يصوم حتى نقول: قد صام، قد صام. ويفطر حتى نقول: قد أفطر، قد أفطر". [روايتنا السادسة عشرة والثانية والعشرين "يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم" [روايتنا السابعة عشرة والحادية والعشرين] "كان يصوم إذا صام حتى يقول القائل: لا والله لا يفطر، ويفطر إذا أفطر حتى يقول القائل: لا والله لا يصوم" [روايتنا المتممة للعشرين] كما أن حاصل الروايات أنه صلى الله عليه وسلم لم يصم شهراً كاملاً متتابعاً غير رمضان، ولا أفطر شهراً كاملاً دون صيام، تصرح بذلك عائشة رضي الله عنها، فتقول في روايتنا الرابعة عشرة "والله إن صام -أي ما صام- شهراً معلوماً سوى رمضان حتى مضى لوجهه، ولا أفطره حتى يصيب منه" وتقول في روايتنا الخامسة عشرة: "ما علمته صام شهراً كله إلا رمضان، ولا أفطره كله حتى يصوم منه، حتى مضى لسبيله صلى الله عليه وسلم" وتقول في روايتنا السادسة عشرة "وما رأيته صام شهراً كاملاً منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان" وتقول في روايتنا السابعة عشرة "وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان".

كما أنه صلى الله عليه وسلم لم يكثر الصيام في شهر مثل ما أكثر في شهر شعبان، تصرح بذلك عائشة في روايتنا السابعة عشرة، فتقول: "وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان" وفي روايتنا التاسعة عشرة تقول: "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهر من السنة أكثر صياماً منه في شعبان" وفي روايتنا الثامنة عشرة تقول: "ولم أره صائماً من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كله" بل "كان يصوم شعبان إلا قليلاً".

(ب) وأما صيام عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم له فقد ذكر الإمام مسلم بشأنه اثنتى عشرة رواية، تبدأ بالرواية الثالثة والعشرين، وتنتهي بالرواية الرابعة والثلاثين، واختلف الرواة بشأنها، فقد حفظ بعضهم ما لم يحفظ الآخر، وذكر بعضهم بعض ما يحفظ، وذكر بعضهم ما لم يذكر الآخر، ومنهم من اقتصر على قصة الصلاة ومنهم من اقتصر على قصة الصيام ومنهم من ساق القصة كلها، وقد تحدث عبد الله بن عمرو نفسه عن قصته بجزء منها تارة، وبأكثر منه تارة أخرى، فجاءت الروايات مختلفة عن قصة واحدة وسنحاول تجميع الصورة من مختلف الروايات، وبالله التوفيق.

كان عبد الله بن عمرو بن العاص واحداً من نفر من الصحابة رغبوا أن يبالغوا في العبادة، فقرر أن يصوم الدهر، ويقوم الليل، ويقرأ القرآن كله في كل ليلة، تحكي الرواية الثالثة والعشرون أنه كان يقول: "لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت" ونفذ قراره، كما يقول في الرواية الرابعة والعشرين "كنت أصوم الدهر، وأقرأ القرآن كل ليلة" وكما يقول في الرواية السابعة والعشرين "بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أني أسرد الصوم" -أي أتابعه- وفي رواية للبخاري يقول: "أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول: والله لأصومن النهار، ولأقومن الليل ما عشت".

ولم تبرز روايات الإمام مسلم من الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم؟ ولا الأمر الذي دفع إلى الإخبار، وقد أبرزت ذلك رواية البخاري في كتاب فضائل القرآن، ولفظها "عن عبد الله بن عمرو قال: أنكحني أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>