للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{قال ذلك ما كنا نبغ} أي نطلب، معناه أن الذي جئنا نطلبه هو الموضع الذي نفقد فيه الحوت.

({فارتدا على آثارهما قصصا}) أي ارتدا في طريقهما الذي جاءا منه، يقصانه قصصا، أي يتبعانه اتباعا، زاد في الرواية الثالثة عشرة "فأراه مكان الحوت، قال: ها هنا وصف لي، فذهب يلتمس".

(فرأى رجلا مسجى عليه بثوب، فسلم عليه موسى) أي مغطى عليه بثوب، وفي الرواية الثالثة عشرة "فإذا هو بالخضر، مسجى ثوبا، مستلقيا على القفا - أو قال: على حلاوة القفا - قال: السلام عليكم"

(فقال له الخضر: أنى بأرضك السلام)؟ أي كيف يأتي السلام من أرضك؟ فالاستفهام للتعجب، أي هذه التحية عجيبة بأرضك، ويحتمل أن يكون المعنى من أين هذا الكلام بأرضك؟ فهي ظرف مكان. وفي رواية لابن أبي حاتم "فرأى الخضر، وعليه جبة من صوف، وكساء من صوف، ومعه عصا، قد ألقى عليها طعامه".

(قال: أنا موسى. قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم) في الرواية الثالثة عشرة "قال: السلام عليكم، فكشف الثوب عن وجهه، قال: وعليكم السلام. من أنت؟ قال: أنا موسى. قال: ومن موسى؟ قال: موسى بني إسرائيل، قال: مجيء ما، جاء بك" أي سبب ما جاء بك؟ قال: جئت لتعلمني مما علمت رشدا" أي علما ذا رشد، وإصابة للخير.

(قال إنك على علم من علم الله، علمكه الله، لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله، علمنيه، لا تعلمه، قال له موسى عليه السلام: {هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا}) وروي "أن الخضر استوى جالسا، لما عرف أنه موسى، ثم قال: يا موسى، أما يكفيك أن التوراة بيدك؟ وأن الوحي يأتيك؟ قال موسى: إن ربي أرسلني إليك لأتبعك، وأتعلم من علمك".

({قال إنك لن تستطيع معي صبرا* وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا}) زاد في الرواية الثالثة عشرة، "شيء أمرت به أن أفعله، إذا رأيته لم تصبر"؟ أكد عدم صبره بـ "إن" وبلن، وعدل عن "لن تصبر" إلى "لن تستطيع" ونكر "صبرا" في سياق النفي، لإفادة العموم، أي لن تستطيع معي صبرا، أي صبر، مهما قل، وعلل ذلك بأنه عليه السلام يتولى أمورا خفية المراد، منكرة الظواهر، والرجل الصالح لا سيما صاحب الشريعة، لا يتمالك أن يشمئز عند مشاهدتها، وكأنه علم مع ذلك حدة موسى عليه السلام، ومزيد غيرته التي أوصلته إلى أن يأخذ برأس أخيه، يجره إليه.

({قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا}) حذف التعليق على المشيئة في معصية الأمر اكتفاء بذكره في الصبر، وهو مراد، وقيل: علق في الصبر فصبر ثلاث حوادث، ولم يعلق في الطاعة وعدم المعصية، فاعترض وأنكر من أول حادثة.

(قال له الخضر: {قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه

<<  <  ج: ص:  >  >>