للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هذا هو المقصود من الآية، أما صاحب المشروع قد جهل أو تجاهل هذا المعنى الواضح وضوح الشمس في رائعة النهار، وحرف معنى الآية وجعلها في غير مقامها الذي وردت فيه، ليضلل من يستطيع من قراء مشروعه بأن المسلمين لا حاجة بهم إلى أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن القرآن وحده يكفيهم!!

* مقال ثان ساقه مع تحريف معناه:

هو حديث رواه الشيخان: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال" "ليردنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم - يعني: يوم القيامة - فأقوم: إنهم مني؟!. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاًسحقاً لمن غير بعدي".

استدل صاحي المشروع بهذا الحديث على أن الزيادة أو التغير الذي حدث بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - وبسببه حيل بين النبي يوم القيامة وبين الذين زادوا وغيروا؟ هو أمرآن:

الأول: رواية أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وتدوينها.

الثاني: اعتماد السنة مصدراً ثانياً في التشريع بعد القرآن.

مع أن المسلمين ليسوا بحاجة إليها لا من قريب ولا من بعيد!! وهذا الذي زعمه صاحب المشروع "رجس من عمل الشيطان".

ولو كان الأمر كما قال - وما أكذب ما قال - لكان جميع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجميع التابعين، وتابعيهم، وتابعي تابعيهم، مغضوباً عليهم من الله، ومدعوا عليهم بالهلاك من الرسول نفسه؛ "سحقاً سحقاً لمن غير بعدب" لأن رجال القرون الثلاثة الأولى هم الذين رووا للأجيال سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم الذين جمعوها في الكتب، وهم الذين دافعوا عنها ونقوها من الشوائب.

<<  <   >  >>