للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهملوا هذا المسجد فهدمته السلطات الفرنسية سنة ١٨٥٧ (١). وإذا صح هذا الإهمال فإنه لم يكن إلا نتيجة استيلاء مصلحة أملاك الدولة على أوقاف المسجد وعدم تعيين وكيل له يتولاه ويصونه منها. وكان مسجد سوق السمن يقع في شارع ليزار. وبعد هدمه دخل في الأرض التي بني عليها بازار سليمان (سلمون) بين شارعي الباب الجديد وليزار.

٤٣ - مسجد الدالية: وهو من المساجد القديمة إذ تثبت الوثائق أنه يرجع إلى القرن العاشر على الأقل (سنة ٩٦٤/ ١٥٥٦). وكان معه مكتب أو مدرسة قرآنية. ورغم طول عهده فلم يتأثر إلا بعد الاحتلال، إذ أثبت ديفوكس أنه عطل ووقع التصرف فيه سنة ١٨٣٩ بسبب تداعيه وانهياره (٢). وكان هذا المسجد يقع أيضا في شارع ليزار.

٤٤ - مسجد سوق اللوح: لعل هذه التسمية جاءته من الحي الذي كان فيه - النجارة -. ومنذ الاحتلال شغلته مصلحة بيت المال التي أصبحت فرنسية، ووضعت مكاتبها فيه، ودام ذلك إلى سنة ١٨٣٦. وهو تاريخ هدمه وإدخال أرضه في الطريق العام. ولا شك أن ذلك كان تحت غطاء المنفعة العامة. وكان المسجد يقع في شارع الملك جوبا (يوبا). ومن الإشارات إلى المسجد ما يرجع إلى القرن الحادي عشر (١٠٧٠/ ١٦٥٩). وكان الداي الشهير محمد بن عثمان باشا قد أوقف عليه وقفار هاما سنة ١١٧٩. ومن وكلائه القدماء محمد بن جعدون وهو من عائلة أندلسية اشتغلت بالعلم. وقد تولى منها في بداية الاحتلال، أحمد بن جعدون وظيفة القضاء (٣).

٤٥ - مسجد سوق القبائل: ويسمى أيضا مسجد القبيل. وترجعه الوثائق إلى القرن ١٧ م. وكان يقع بين شارع بوزا وشارع باب عزون، ويظن


(١) نفس المصدر، ١٧٦.
(٢) نفس المصدر.
(٣) ديفوكس، ١٥٤. وعن أحمد بن جعدون وتعليمه وتوليته القضاء انظر فصل السلك الديني والقضائي. وقد ذكر كلاين هذا المسجد أيضا (مسجد سوق اللوح).

<<  <  ج: ص:  >  >>