كما سنرى، مؤيدا للسياسة العلمانية في التعليم وأنه كان مواليا للسياسة الفرنسية (الإنسانية) وكان من المتجنسين أيضا.
وكان نشاط أحمد قد برز في الثمانينات (عهد تيرمان). وقد ساعدته ثقافته المزدوجة على الاطلاع على تراث العرب وحضارة الفرنسيين. وربما كان مشاركا أيضا في إحدى الجمعيات الماسونية. ونحن نستشف ذلك من كلمته التي ألقاها? دون غيره - في باريس سنة ١٨٨٢. فقد استدعته جمعية تسمى (الجمعية الفرنسية لحماية أهالي المستعمرات) ليشارك في أعمالها. وكان من مؤسسي هذه الجمعية الكاتب لوروى بوليو. وفي كلمته نوه أحمد بن بريهمات بالجمعية التي قال عنها إنها اتخذت من محبة الإنسانية شعارا لها عوض محبة الإنجيل والقرآن والصليب والهلال (١). وأعلن أن هدف فرنسا من (فتحها)(احتلالها) للجزائر لم يكن سوى بث الحضارة و (رفع حالة التمدن المنخفضة النازلة بالبلاد). ولكنه ذكر الفرنسيين بأن أكثرية سكان الجزائر هم من (عقب العرب الذين كانوا بالأندلس) وأنهم حازوا (قصب السبق في العلوم الفاخرة)، كما نوه بخلفاء قرطبة وغرناطة، وقال إن سكان الجزائر من الشعب الذي أنجب ابن سينا وابن رشد. وإن من كان نسله كذلك يقبل (إحسان التمدن الجديد). وهكذا أقام أحمد نوعا من المفاخرة مع مستمعيه الفرنسيين، فهو قبل أن يعترف بالحاجة إلى التمدن الجديد يطلب مهم الاعتراف بأن وقومه ذوو تمدن قديم وعريق.
وفي نطاق هذا التمدن الجديد طالب أحمد بإجبارية التعليم ومجانيته بالنسبة للجزائرين أيضا، وهو ما كان الفرنسيون يطبقونه على أنفسهم ويستثنون منه الأهالي. ومن ثوريات أحمد أنه اعتبر الحديث عن حالة الجزائر المؤسفة رصاصا وأن السكوت عنها ذهب. فقد كان يشعر بمرارة، فلا هو قادر على السكوت المذهب ولا على الكلام المرصص. وأشار إلى أن