للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحربين، ثم مالك بن نبي وعبد الرحمن بن الحفاف وعمار أوزقان بعد الحرب الثانية. وفي هذه المرحلة ظهرت المحاولات الأدبية أيضا لأول مرة، ربما بدأها بعض أبناء العسكريين أو بعض العسكريين أنفسهم، ثم أخذت تنتشر، فوجدنا روايات وأشعارا قد ظهرت بين الحربين، ثم انطلقت الرواية بالفرنسية على يد جيل من الكتاب منذ مطلع الخمسينات. والأدباء الذين ظهروا بين الحربين هم: محمد ولد الشيخ، وابن الشريف، وحسن خوجة شكري، والحاج حمو المعروف بعبد القادر فكري.

أما الجيل الذي انطلق بالرواية منذ مطلع الخمسينات فلا يعنينا هنا. وقد درست آثاره وما تزال، وحظي باهتمام خلال حرب التحرير في الشرق والغرب. وكان على رأسه: محمد ديب، وكاتب ياسين ومالك حداد ومولود فرعون ومولود معمري. ومن الممكن أن نضيف إليهم، في غير مجال الرواية، مالك بن نبي ومصطفى الأشرف (١).

...

وبعد هذا التمهيد نقول إن المجال الأدبي قد احتكره الفرنسيون منذ الاحتلال. فأدباؤهم وفنانوهم قد (اكتشفوا) الجزائر، ووردوا عليها بطريقة حرة أو منظمة، فقد كانت وزارة الحربية ترسل أعيان الأدباء والفنانين الفرنسيين للاطلاع والكتابة عن مشاهداتهم لتغري بها الرأي العام والراغبين في إستيطان الجزائر، وقد كان ذلك هو حال الإسكندر دوماس وارنست فيدو Feydeau مثلا. ومهما كان الأمر، فقد شاعت صناعة نشر أدلاء السياحة منذ ١٨٣٠ (les guides). فكان الراغب في السفر يجد في الدليل وصف المدن الجزائرية (٢) والجبال والطرق والسكان ووسائل الإقامة والمفردات اللغوية.


(١) كتب مالك بن نبي (لبيك)، وهي رواية أدبية ١٩٤٧. وكتب الأشرف مسرحية سياسية، سنة ١٩٥٥، بعنوان (الباب الأخير)، وقد تناولناها في كتابنا (دراسات في الأدب ...) ط. ٣.
(٢) كتب مالك بن نبي (لبيك)، وهي رواية أدبية ١٩٤٧. وكتب الأشرف مسرحية =

<<  <  ج: ص:  >  >>