للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليشهد الكونان والثقلان لي ... أني له أبدا من الخدام (١)

والشعر الديني الصوفي أكثر من أن نحصره في نماذج هنا. وكثير من رجال الطرق كانوا ينظمون أشعارا يروحون بها عن أنفسهم ويتقربون بها إلى خالقهم، ويعلمون بها تلاميذهم ومريديهم. وقد اشتهر الأمير عبد القادر ومحمد الموسوم وأحمد المصطفى بن عليوة وغيرهم بالشعر الصوفي ومدح مشائخهم أيضا. وقد أشرنا إلى دواوين بعضهم في ذلك.

وقد شاع أيضا شعر النصائح الذي هو باب من أبواب الشعر الديني. ومن ذلك النصيحة العزوزية، ونصيحة الشباب للطاهر العبيدي (٢). وقد تكون النصيحة موجهة للأبناء، كما فعل محمد الشاذلي، أو لعامة المسلمين مثل نصيحة محمد بن آمنة ابن دوبة. وجدنا لمحمد الشاذلي قصيدة طويلة ولكنها ضعيفة النسخ، قدم فيها لإبنه نصائح لقمانية، أي ملأها بالوعظ والتوجيه التربوي والأخلاقي (٣). أما ابن آمنة فنصيحته تتحدث عن خواطر النفس وعن الشباب والمشيب، وعن الهجرة الروحية وتجارب الزمن، والصلة بالناس:

ذكرني خلابه عهد خلا ... إيماض برق سرى من سفح قبا

وفي فؤادي قدحت نيرانه ... وحرها بين الضلوع والحشا


(١) عبد الباقي مفتاح (أضواء ...) مخطوط. وكان ابن عمي عبد الرحيم سعد الله قد نقل لي هذه الأبيات وغيرها من شعر محمد العيد الموجود في زاوية تماسين. وعبارة (مجاوز الخمسين) تدل على أن القصيدة قيلت قبل ١٩٥٩، لأن محمد العيد ولد سنة ١٩٠٤. وقد أكد لنا الشيخ حمزة بوكوشة (يوم ٢٢ مارس ١٩٩١) أنه كان رفيق الدراسة لمحمد العيد في الزاوية القادرية ببسكرة، وشيخهما عندئذ هو علي بن إبراهيم العقبي.
(٢) انظر (النصيحة العزوزية)، ط. مصر حوالي ١٩٥٤.
(٣) نسخة منها في مخطوط يبدو أنه كان في ملك محمد الشاذلي، وفيه أشعار لمصطفى بن التهامي الذي سبق ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>