قالها أحمد بوطالب الغريسي، وعائلة بوطالب فرع من فروع عائلة الأمير، سنة ١٨٤٩، أي أثناء وجود الأمير في السجون الفرنسية. وقد قالها بعد انتخاب لويس نابليون رئيسا للجمهورية الفرنسية ونشرت في المبشر، ومطلعها:
جاءت توفى لنا سعدى بميعاد ... من بعد مهد فألفتنا بمرصاد
لما غدا (بونابرطي) هو رايسها ... رغما على أنف عنتاد وحساد
قد عرفت به يا أعراب ساحته ... نتائج نالها من إرث أجداد
وقد جاء في آخرها هذا البيت:
خذها على فرح زهوا لطالبها ... واطلب لتاريخها حكيم تعداد (١)
ولنفس الشاعر قصيدة أخرى في مدح الامبراطور نابليون الثالث، بعد زيارته الثانية للجزائر سنة ١٨٦٥. وقد شاع عندئذ أن نابليون صديق للعرب، وأنه أمر ممثليه في الجزائر بالعدل في معاملتهم وتعليمهم واحترام أراضيهم، ونحو ذلك. وظهرت بين الكولون إشاعة تقول ان نابليون يريد إنشاء ما سمي بالمملكة العربية في الجزائر. وهكذا تحرك الشعر ليعبر عن هذه الروح الجديدة. فقال أحمد بوطالب أيضا مرحبا بنابليون:
أهلا بمن سعت به الأزمان ... وتشرفت بقدومه الأوطان
يا أيها الملك المؤيد مرحبا ... بك إذ حللت بنا فحل أمان
أشبهت عمك في النهي بل فقته ... وورثت فخرا ديمه هتان
عمت محامدك السنية إذ بدا ... منها لـ (عبد القادر) الإحسان
والشاعر يشير (بعمه) إلى نابليون الأول، وبالإحسان إلى عبد القادر أي إطلاق سراحه من السجن. كما أشاد بما قدمه نابليون الثالث من أعمال
(١) طبعتها المبشر على حدة داخل إطار خاص، في ٣٠ يناير ١٨٤٩. انظر بحث إبراهيم الونيسي (رسالة ماجستير عن المبشر). وكان أحمد بوطالب قد توجه إلى دمشق، سنة ١٨٦٣، بعد أن خدم القضاء في الجزائر وفي سطيف، بين ١٨٥٦ - ١٨٦٣. وقد ذكرت المبشر أن القصيدة من نظم أخ الأمير، وهو خطأ أو خداع. ورغم أن الأمير قد راسل نابليون الثالث وزاره ومع ذلك لا نعرف أنه قال فيه شعرا.