للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمسلمين، في نظره، كالمساجد والمدارس، والأمن، والجسور والمصانع. وهذا الشعر، إن كان لنفس الشاعر (١)، فهو أجود من سابقه من الناحية الأدبية. وتقع القصيدة في عشرين بيتا.

وهناك أبيات غير معروفة الشاعر وضعيفة النسج الشعري، قيلت بمناسبة ميلاد ولي العهد، سنة ١٨٥٦. وقد أراد الشاعر أن يهنئ نابليون الثالث بولده وأخذ يمدح الطفل بما رآه فيه من مخايل المستقبل. ومع ركاكتها نشرتها المبشر لقيمتها السياسية وليس لقيمتها الأدبية، والغريب أنها نشرتها بعد تسعة أعوام من نظمها أو من ميلاد ولي العهد (٢).

والشخص الثاني الذي حظي بالمدح والتنويه من بعض الشعراء هو شارل جونار، الذي حكم الجزائر عدة مرات، وأطولها سنوات ١٩٠٣ - ١٩١٢. وقد ظهر لبعض الجزائريين، ومنهم الشعراء، أنه خير من غيره، وأنه تعاطف مع آمالهم في التعليم واحترام التقاليد وحرية الصحافة، رغم أن ذلك في الواقع كان سياسة ظاهرية فقط وفي نطاق خدمة المخططات الفرنسية البعيدة. وتحضرنا من ذلك قصيدة قالها الحسين بن الحاج محمد بن حفيظ الخراشي البسكري، سنة ١٩٠٥ في مدح جونار. وقد دعا الشاعر المواطنين إلى العلم الذي قيل أن جونار قد سهل طلبه عليهم، وحرضهم على نبذ الكسل، وأضاف إلى ذلك مدح فرنسا. وكان الشاعر يسير على نفس الطريق مع المولود بن الموهوب الذي كرر تقريبا نفس المعاني في خطبته الرسمية سنة ١٩٠٨. وقد بلغ جونار قمة شهرته سنة ١٩٠٥ أثناء انعقاد مؤتمر المستشرقين الدولي في الجزائر، كما سنذكر. ويبدو أن الحسين الخراشي من الذين تخرجوا من إحدى المدارس الفرنسية الرسمية الثلاث. ومما جاء في القصيدة:


(١) لأننا غير متأكدين أنه لنفس الشاعر ما دام هناك أكثر من واحد باسم أحمد بو طالب، وكانوا متقاربين في الزمن وخدمة القضاء. وقد قلنا إن الأول قد هاجر إلى سورية سنة ١٨٦٣. عن القصيدة الأخيرة انظر المبشر ٢ يوليو ١٨٦٥، وكذلك بحث إبراهيم الونيسي.
(٢) نشرت في ٢٢ فبراير، ١٨٦٥، بينما الطفل ولد في ١٦ مارس ١٨٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>