للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهل رأيت كاسلا نال العلا ... إن العلا بالاجتهاد في العمل

ويقول عن فرنسا انها (خير الدول) التي نشرت العلم والتهذيب (أي الحضارة والتمدن):

لا سيما في وقتنا المهذب ... قد نشرت لواءه خير الدول (١)

ومن أشهر القصائد التي قيلت في هذه الأثناء قصيدة القاضي شعيب التلمساني. وقد أرسل بها إلى مؤتمر المستشرقين الرابع عشر الذي انعقد بالجزائر في إبريل ١٩٠٥ تحت إشراف شارل جونار. وفي القصيدة إشادة فخمة بالعلم وجونار وعلماء المسلمين في الغابرين. وكان القاضي شعيب قد حضر مؤتمرا استشراقيا سابقا في استكهولم سنة ١٨٩٨ (١٣٠٧) مندوبا عن فرنسا، ولكنه لم يحضر شخصيا سنة ١٩٠٥ وإنما أرسل القصيدة إلى المؤتمر فألقاها ابنه، أبو بكر عبد السلام بن شعيب، نيابة عنه. وقد وجدنا مسودتها في أحد المخطوطات التي آلت إلى الشيخ عبد الحي الكتاني، وهي في أربع صفحات، وعليها تصحيحات كثيرة، مما جعلها صعبة القراءة. ولها عدة مطالع: (العلم قد سطعت له أنوار) و (العلم قد طلعت عليه أقمار) (٢).

وشارل جونار هو الذي افتتح المدرسة الثعالبية الجديدة سنة ١٩٠٤ بالعاصمة. وهي المدرسة التي تأسست سنة ١٨٥٠، ولكن اسمها لم يكن الثعالبية. وقد دل ذلك عند البعض على اهتمامه بالمسلمين وفتح المدارس في وجههم. ولذلك نظم أبو القاسم الحفناوي بن الشيخ صاحب تعريف الخلف أبياتا لتحفر على الرخام وتوضع على مدخل المدرسة، وأشاد فيها طبعا بالحاكم العام، جونار. ورغم وجود اسم جونار فيها، فإنها من الشعر المناسب في بابها. وهي من أوائل الشعر


(١) جريدة (الأخبار) ٢٠ جمادي ١، ١٣٢٣، ٢٣ يوليو ١٩٠٥. وقد ظهر اسم الشاعر نفسه أيضا على هذه الجريدة في ١٨ يونيو ١٩٠٥.
(٢) الخزانة العامة - الرباط، ك ٤٨، وقد صور لنا الأستاذ عباس الجراري نسخة منه بعد أن ضاع منا سنة ١٩٨٨ ما كنا قيدناه منه من قبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>